21 من 27/دروس في الحج/طواف الوداع/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس الواحد و العشرون: طواف الوداع

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، إذا فرغ الحاج من أداء مناسك الحج على حسب ما شرع الله سبحانه وتعالى وانتهت أيام الحج فإنه يطوف للوداع عند السفر ويجعل طواف الوداع آخر أعمال الحج، وهو واجب من واجبات الحج، قوله صلى الله عليه وسلم: " أمرَ الناس أنْ يكون آخِر عَهْدِهم بالبيت، إلا أنَّه خفف على المرأة الحائض"، وطواف الوداع واجب من واجبات الحج ومن تركه فإنه يكون عليه فدية، وإن كان قريبًا من مكة يرجع ويأتي به، أما إن سافر مسافة طويلة يصعُب عليه الرجوع فإنه يُقدم فدية بدل من طواف الوداع: "أمرَ الناس أنْ يكون آخِر عَهْدِهم بالبيت" ، فالحائض والنفساء ليس عليهم الوداع، أسقطه الله عنهما لأن الحائض لا تطوف بالبيت حتى تطهر، فالله أسقط عنهما طواف الوداع وأجاز لهما السفر بدون وداع وأما غير الحائض والنفساء يلزمهم طواف الوداع إذا أراد السفر بعد الححج ولا يُسافر بدون طواف الوداع لأنه واجب من واجبات الحج، "أمرَ الناس أنْ يكون آخِر عَهْدِهم بالبيت"، فيطوف في البيت سبع أشواط وليس معه سعي وإنما هو طواف فقط، ثم يُسافر إلى بلده، وعليه الالتزام بتقوى الله إلى بعد الحج، وإذا وصل إلى أهله وبلده أن يكون مُلازمًا لطاعة الله مُحافظًا على دينه ولا يتساهل، لأن بعض الجُهال يتساهل بعد ما يحُج، يقول الحج يُكفر ما قبله، فيترك الأعمال والواجبات والفرائض ويقول أنا حاج، ويظن أنه لا حرج عليه إذا ترك الفرائض والواجبات فهذا من الجهل ومن غرور الشيطان، الحاج أولى أن يلتزم بطاعة الله لبقية حياته ولا يفرط في طاعة الله، قد يُبطل حجه إذا فعل أمر يُخرجه من دين الإسلام كترك الصلاة المفروضة مُتعمدًا فإنه يبطل حجة ودينه كله، لا دين لمن ضيع الصلاة، لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، أن يقول أنا حاج ويُلقب بالحاج فلان ويفعل ما يشاء، هذا غرور من الشيطان ومن فِعل الجُهَّال، فالحاج أولى بالإلتزام وأن يتبع الحج بطاعة الله عز وجل والتمسك بدينه، والحج لا يُكفر هذه الأمور العظائم، إنما يُكفر الصغائر من الذنوب ولا يُكفر الكبائر،{إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}، فلابد من اجتناب الكبائر، والتكفير إنما هو للصغائر لمن حافظ على الفرائض والواجبات، يجب التنبه لهذا الأمر وأن يكون حاله بعد الحج أحسن من حاله قبل الحج، وهذه علامة من علامات الحج المبرور، الحج المبرور أن يكون حال صاحبه بعده أحسن من حاله قبله، وأما أن يتبع الحسنات بالسيئات فهذا غرور وباطل وقد يمحو الحسنات ويبطل الحسنات، فلا يغتر الإنسان بقول الجُهَّال فلان حج أو الحج فلان، ولا عليه أن يترك الصلاة ولا عليه أن يفعل المحرمات ويقول هذه مغفورة، هذا من الجهل والغرور، فعلى المسلم أن ينتبه لهذا، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

شارك