20 من 27/دروس في الحج/أيام التشريق/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس العشرون:أيام التشريق

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، في أيام التشريق بعد يوم العيد الأضحي، فإنه إن إستكملها مُقيمًا في مِنى يرمي الجمرات كل يوم بعد الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء فهذا أفضل، فإن تعجل في يومين، إذا رمى في اليوم الثاني عشر بعد الظهر وخرج من مِنى قبل غروب الشمس فهذا جائز وهو التعجل، قال تعالى: {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ}، وهي أيام التشريق، وأما الأيام المعلومات فهي أيام عشر ذى الحجة، فهي أيام معدودات، {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ}، أى في اليوم الثاني عشر، وصفة التعجل أن يرمي الجمرات بعد الظهر أو بعد العصر ثم يرحل من مِنى قبل أن تغرب الشمس، فإن غربت الشمس لزمه المبيت والتأخر، ولا يجوز له التعجل، {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ}، والتأخر أفضل وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تعجل أي رمي بعد الظهر أو بعد العصر في اليوم الثاني عشر ثم رحل من مِنى وطاف للوداع وسافر لأهله فذلك جائز، {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}، أمر الله واسع والحمد لله والدين يُسر، ولكن هذا اليسر حسب الشرع، ليس الإنسان يتساهل ويقول الدين يُسر ويُفسِح لنفسه في تسويف العبادات وقد يترك الواجبات والفرائض ويقول الدين يُسر، هذا هو العسر، اليسر فيما شرعه الله سبحانه وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، فالدين يُسر: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، لكنه يسَّر حسب التشريع بأن يفعل الرخص الشرعية عند الحاجة إليها ولا يترخص برخص غير شرعية ويتساهل في أمر دينه ويقول الدين يُسر، ليس هذا هو اليُسر، اليُسر أن يتماشى مع دين الله عز وجل، والله جل وعلا يسَّر ولم يُعسر، فالدين فيه يُسر ولم يجعل الله فيه حرج على الأمة، فكله خير وكله يُسر، وفيه رخص شرعية للمحتاج إليها، فهو دين سمح ومُيسر والحمدلله، فالمسلم ينتهز فرصة حياته في طاعة الله عز وجل ويفعل ما يستطيع من العبادات خصوصًا الواجبات والفرائض، ويؤدى ما تيسر من النوافل، وإذا احتاج إلى الأخذ بالرخصة كالجمع بين الصلاتين للمريض والمسافر أو قصر الرباعبة في السفر، هذا من الرخص الشرعية، ومن تعجل في يومين من أيام التشريق فهذا من الرخص الشرعية، ومن تأخر هذا هو العزيمة وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل، {وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ}، فهذا دين الله عز وجل يسَّر وعدم حرج في الحج وفي غيره.

شارك