27 من 27/دروس في الحج/أخطاء النساء في الحج/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس السابع والعشرون: أخطاء النساء في الحج

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله على فضله وإحسانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وبعد، أيها الإخوة المستمعون نواصل الحديث معكم في بيان الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج، وقد سبق أن ذكرنا طرف منها، ومن هذه الأخطاء أن بعض النساء إذا أحرمن وضعن على رؤسهن ما يشبه العمائم أو الرافعات لأجل غطاء الوجه حتى لا يلامس وجه المرأة، تكلف لا داعي له ولا دليل عليه، لأن في حديث عائشة رضى الله عنها أن النساء كان يغطين وجوههن عن الرجال وهن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تذكر وضع عمامة أو رافعًا ولا حرج في لمس الغطاء لوجه المرأة وهي محرمة. بعض النساء إذا مرت بالميقات في الحج أو العمرة وأصابها الحيض أو النفاس قد لا تحرم ظنًا منها أو من وليَّها أن الإحرام تشترط له الطهارة من الحيض أو النفاس، وتتجاوز الميقات بدون إحرام وهذا خطأ واضح؛ لأن الحيض لا يمنع الإحرام والحائض تُحرِم وتفعل ما يفعل الحاج غير الطواف بالبيت فإنها تؤخره إلى أن تطهر كما وردت في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا أخرت الإحرام وجاوزت الميقات بدونه فإنها إن رجعت لذلك الميقات وأحرمت منه فلا شئ عليها، وإن أحرمت من دونه فعليها دم لترك الواجب عليها. وهناك أخطاء تُرتكب في الطواف فكثيرٌ من الحجاج يلتزم أدعية خاصة في الطواف يقرأها من مناسك وقد يكون مجموعات منهم يتلقونها من قارئ يلقنهم إياها ويرددونها بصوت جماعي وهذا خطأ من ناحيتين، الأولى أنه التزام دعاء لم يرد التزامه في هذا الموطن لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف دعاء خاص، والثانية أن الأدعة الجماعية بدعة وفيه تشويش على الطائفين والمشروع أن يدعو كل شخص لنفسه وبدون رفع صوت. وبعض الحجاج يُقبل الركن اليمامي، وهذا خطأ لأن الركن اليماني يُستلم باليد فقط ولا يُقبل، وإنما يًقبل الحجر الأسود، فالحجر الأسود يُستلم ويُقبل إن أمكن أو يُشار مع الزحمة إليه، والركن اليماني يُستلم ولا يُقبل ولا يُشار إليه عند الزحمة، وبقية الأركان لا تُستلم ولا تُقبل ولا يُشار إليها، بعض الناس يزاحموا لاستلام الحجر الأسود وتقبيله وهذا غير مشروع لأن الزحام فيه مشقة شديدة وخطر على الإنسان وعلى غيره وفيه فتنة لمزاحمة الرجال للنساء، والمشروع تقبيل الحجر واستلامة مع الإمكان وإذا لم يُتَمكن يُشار إليه بدون مزاحمة ومخاطرة وافتتان، والعبادات مبناها على اليُسر والسهولة لاسيما وأن استلام الحجر وتقبيلة مُستحب مع الإمكان، ومع عدم الإمكان تكفي الإشارة إليه والمزاحمة قد يكون فيها ارتكاب محرمات، وكيف يرتكب هذه المحرمات لتحصيل سنة؟ ومن الأخطاء التي تُرتكب في تقصير الرأس في الحج أو العمرة أن بعض الحجاج يكتفي بقص شعرات من رأسه وهذا لا يكفي ولا يحصل به أداء النُسك لأن المطلوب التقصير من جميع الرأس لأن التقصير يقوم مكان الحلق والحلق لجميع الرأس فهكذا التقصير يكون لجميع الرأس، قال تعالى: {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ}، والذي يقصر بعض رأسه لا يقال أنه قصر رأسه وإنما يقال قصر بعضه، ومن الأخطاء التي تُرتكب في الوقوف بعرفة أن بعض الحجاج لا يتأكدون من مكان الوقوف ولا ينظرون للوحات الإرشادية المكتوب عليها بيان حدود عرفة فينزل خارج عرفة وهذا إن استمر في مكانه ولم يدخل عرفة أبدًا وقت الوقوف لم يصح حجه، فيجب على الحج اهتمامه بهذا الأمر والتأكد من حدود عرفة ليكون داخلها وقت الوقوف. يعتقد بعض الحجاج أنه لا بد في الوقوف بعرفة من رؤية جبل الرحمة أو الذهاب إليه والصعود عليه ويكلفون أنفسهم عناء ومشقة شديدة ويتعرضون لأخطار عظيمة من أجل الحصول على ذلك وهذا كله غير مطلوب منهم وإنما مطلوب حصولهم في عرفة في أي مكان منها لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ"، سواء رأوا الجبل أو لم يروه، ومنهم من يستقبل الجبل في حال الدعاء والمشروع استقبال الكعبة، بعض الحجاج ينصرفون ويخرجون من عرفة قبل غروب الشمس وهذا لا يجوز لهم؛ لأن وقت الانصراف محدد غروب الشمس فمن خرج من عرفة قبله ولم يرجع إليها فقد ترك واجب، وواجبه في الحج يلزمه فيه دمًا مع التوبة إلى الله، لأن الرسول صلى  الله عليه وسلم مازال واقفًا بعرفة حتى غربت الشمس، وقال عليه الصلاة والسلام: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ"، وهناك أخطاء تُرتكب في مُزدلفة، والمطلوب من الحاج إذا وصل إلى مُزدلفة أن يصلي المغرب والعشاء جمعًا ومع قصر العشاء ويبيت فيها ويصلي بها الفجر ويدعو إلى قُبيل طلوع الشمس ثم ينصرف إلى مِنى، ويجوز لأهل الأعذار خاصة النساء وكبار السن والأطفال ومن يقوم بتولي شئونهم يجوز لهم الانصراف بعد منتصف الليل، ولكن يحصل من بعض الحجاج أخطاء من هذا النسك، بعضهم لا يتأكد من حدود مُزدلفة ويبيت خارجها، وبعضهم يخرج منها قبل منتصف الليل ولا يبيت فيها ومن لا يبيت في مُزدلفة من غير عذر فقد ترك واجبًا من واجبات الحج يلزمه به دم جبران والتوبة والاستغفار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شارك