19 من 27/دروس في الحج/يوم الحج الأكبر/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس التاسع عشر: يوم الحج الأكبير

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم بعد يوم العيد وهو يوم الحج الأكبر، سُمي يوم الحج الأكبر لأنه تُفعل فيه المناسك من رمى ونزول بمِنى وغير ذلك من مناسك الحج، نحر ورمي ونزول بمِنى وصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، فهو يوم ذكر لله عز وجل، ويَرمي جمرة العقبة، ثم ينحر هديه إن كان معه هدي، ثم ينزل إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة، ويسعى بعده سعى الحج إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم وكان قارنًا أو مفردًا، ثم يرجع إلى مِنى ويبقى فيها أيام التشريق، يوم العيد وثلاثة أيام بعده هذه أيام التشريق، الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر تُسمى أيام التشريق لأنهم كانوا يُشرّْقون لحوم الهدي في الشمس من أجل أن تجف فسُميت أيام التشريق، الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ينزل فيها في مِنى ويرمى الجمرات الثلاث يبدأ بالصغرى وهي ما يلي مِنى ثم الوسطى ثم الكبرى وهي الأخيرة، كل يوم بعد زوال الشمس كل واحدة بسبع حصيات ليكون المجموع إحدى وعشرين حصاة في كل يوم من أيام التشريق، وقت الرمى يبدأ من زوال الشمس ودخول وقت الظهر ويستمر إلى طلوع الفجر في  المساء، فإن رمى في النهار فهو أفضل وإن تأخر إلى بعد المغرب أو بعد العشاء فله ذلك، وهو الرمى في المساء وهذا من تيسير الله وتوسعته على عباده فهذه أيام التشريق.

الأعمال التي فيها: أن يكون نازل بمِنى، أن يصلي بها الصلوات الخمس مع قصر الرباعية بلا جمع، أن يبيت هذه الليالي بمنى، هذه واجبات من واجبات الحج، فهذه أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، أكل وشرب من الهدي والأضاحى من لحومها فكلوا منها، فإذا وجبت جنوبها كلوا منها، "وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ"، فيأكل ويُطعم ويتصدق من لحومها ويدخر من لحومها إذا أراد كل ذلك جائز ولله الحمد، فهذه أيام التشريق، لا يجوز صيامها لأنها أيام عيد، إلا لمن لم يجد الهدي، لأن الله قال: "فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ"، فيصومها قبل يوم عرفة إن أمكن، وإن أخرها إلى ما بعد جاز له ذلك، فيصومها عن الهدي ثلاثة أيام لقوله: "فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ"، تقول عائشة: "لم يُرخَّصْ في أيَّامِ التَّشريقِ أن يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لم يجِدِ الهَدْيَ".

شارك