16 من 27/دروس في الحج/يوم التروية/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس السادس عشر: يوم التروية

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، من أيام الحج يوم التروية، وهو اليوم الثامن من عشر ذو الحجة، سُمى بيوم التروية لأنه كان في الزمن السابق كان الحجاج يروون الماء لهذا اليوم إلى مِنى وإلى عرفات في طريقهم إلى الحج، يعني يؤمِنون الماء لأنه لم يكن في ذلك الوقت هناك خطوط مياه وخزانات مثل ما هو الأن ولله الحمد، وإنما ينقلون الماء معهم على الدواب، ويؤمِنونه لهم فسمى يوم التروية من الري، وهو ضد العطش، هذا يوم التروية، يُستحب فيه أن الحاج يُحرم في صباح هذا اليوم من مكانه ومنزله ثم يتوجه إلى مِنى وينزل فيها ويُصلى فيها الصلوات الخمس الضهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيت فيها ليلة التاسع ولا يجمع صلاتين مع بعضهما، بل يصلي كل صلاة في وقتها مع قصر الرباعية إلى ركعتين، ويُكثر من ذكر الله ومن التلبية في هذا اليوم، هذا هو يوم التروية، وهو يوم من أيام الحج يسبق يوم عرفة، يتهيأ فيه الحجاج ليوم عرفة، بل هذا هو السنه أن ينزل في هذا اليوم في مِنى ويصلي فيها الصلوات الخمس، قصر بلا جمع للرباعية، ويشتغل بالتلبية وبذكر الله سبحانه و تعالى، ثم في صباحه، في صباح اليوم التاسع يتوجه إلى عرفة، وهذه الليلة ليلة التاسع تُسمى ليلة عرفة، ليس هناك يوم تسبقه ليلته إلا هذا اليوم تسبقه ليلته، فيبيت الحاج في مِنى ويشتغلون بالتلبية، فاذا أصبحوا تحركوا إلى عرفة، لأجل الوقوف فيها لأداء الركن الأعظم من أركان الحج وهو الوقوف بعرفة، فيوم التروية يوم من أيام الله عز وجل وهو يوم فاضل، ويُستحب أن يكون الحاج نازل في مِنى ويُصلي فيها الصلوات الخمس من الظهر إلى الفجر ليلة التاسع، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

شارك