15 من 27/دروس في الحج/أهمية الحج/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس الخامس عشر: أهمية الحج

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أيها الإخوة الكرام اعلموا أن الحج عبادة عظيمة، فهي تحتاج منا الاهتمام، تحتاج منا إلى حضور قلب والاحتساب لنحصل على أجر الحج، ولا يكون الحج مجرد ذهاب وإياب أو سفر، فعلينا أن نعرف هذا، الحاج من حين يخرج من بيته إلى الحج إلى أن يرجع وهو في عبادة، يُفرغ همه ويُفرغ أعماله ومقاصده إلى طاعة الله سبحانه وتعالى لأنه في عبادة، فلا يُدخل عليها شئ من المعاصي يُخل بها أو يُبطلها، لا شك أن الحج في الغالب يحتاج إلى سفر، وقد يكون إلى سفر بعيد، ومن أحكام السفر في الحج وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصُر الصلاة، الرباعية إلى ركعتين، إلا المغرب فإنها وتر النهار، والفجر باقي على الأصل، أول ما فرض في الصلاة ركعتين فأتمت صلاة الحضر، وبقيت صلاة السفر، صلاة الفجر على الأصل، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر يقصُر الصلاة في جميع أسفاره، ما أتم الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة قط في السفر، عامل بقوله تعالي: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا}، قالوا يا رسول الله كيف نقصُر وقد أمِنا، قال: "قالَ صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بهَا علَيْكُم، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ"، فالسنة في السفر هي القصر، قصر الرباعية إلى ركعتين، إذا كان السفر يبلُغ المسافة، مسيرة يومين للراحلة، مسيرة يومين قاصدين يعني مرحلتين، والمرحلة أربعون كيلو والمرحلتان ثمانون كيلو، هذه مسافة القصر التي من قصدها يقصُر الصلاة الرباعية، كان صلى الله عليه وسلم في جميع أسفاره يقصُر الصلاة، وكان يجمع الصلاة عند الحاجة، فالقصر سنة، وأما الجمع فهو مباح عند الحاجة، فيجمع الضهر مع العصر ويجمع المغرب مع العشاء، جمع تقديم قبل الرحيل أو جمع تأخير إذا حانت الصلاة الأولى وهو جاد به السير يؤخر، يُصليها مع الصلاة الأخيرة جمع تأخير، هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا رحل قبل أن تزيغ الشمس صلى الضهر وقدم معاها العصر جمع تقديم، وإذا حانت الصلاة وهو في أثناء السير أخر الأولى وجمعها مع الثانية جمع تأخير، هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في سفره وفي جمعه وقصره، وكان إذا حانت الصلاة وهو نازل فإنه يقصُر ولكن لا يجمع، لأنه لا حاجة إلى الجمع، كان صلى الله عليه وسلم في مِنى أيام التشريق وكان يُصلي قصرًا ولا يجمع بين الصلاتين لأنه نازل، فالجمع من خواص السير في السفر وهذا من تيسير الله عز وجل على عباده، فالمسلم يتوخى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك أو في غيره، والله أعلم.

شارك