الدرس السابع عشر: يوم عرفة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، صبيحة اليوم التاسع من ذى الحجة، توجه الحجاج إلى عرفة للوقوف فيها، ويُحرمون من منازلهم، إن لم يكونوا أحرموا في اليوم الثامن، يُحرمون من منازلهم ويتوجهون إلى عرفة لأجل الوقوف فيها، فإذا وصلوا إلى عرفة نزلوا من عرفة في أى مكان تيسر لهم، عرفة كلها موقف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال " وقَفْتُ ها هنا بعَرفةَ"، يعني عند الصخرات بجبل الرحمة، "وعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ"، وهو ليس من عرفة، ولا يجوز الوقوف فيه لأنه ليس من عرفة، "وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ"، يعني لا تقفوا فيه، هذا هو ما يُشرع في صبيحة اليوم التاسع و يوم عرفة يبدأ من طلوع الفجر لليوم التاسع إلى طلوع الفجر ليلة العاشر، أى لحظة وقف بعرفة مُحرما ناويًا للحج أجزأه ذلك ولو قليلًا، لكن الوقوف فيه نهارًا في اليوم التاسع إلى أن تغرب الشمس هذا هو الأفضل والأكمل، ويوم عرفة هو أفضل الأيام وأفضل الدعاء في يوم عرفة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فيُكثر الحُجاج مع التلبية، يُكثرون من قول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، لأن هذا اليوم يومٌ عظيم، ويومٌ فاضل وهو خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس، ويوم الوقوف بعرفة يسبق يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر، فهو يومٌ عظيم يُكثر الحاج فيه من التلبية ومن قول لا إله إلا الله كما سبق، ويُكثر فيه من الدعاء، "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فدل على أن لا إله إلا الله دعاء، لأن الدعاء على قسمين، دعاء عبادة وهو الثناء على الله سبحانه وتعالى وتوحيده، ودعاء مسألة وهو طلب الحوائج من الله سبحانه وتعالى كلها تجتمع في هذ اليوم، دعاء العبادة ودعاء المسألة، ويقف الحاج والمراد بالوقوف وجوده في عرفة وهو محرم ناويًا الوقوف في أى مكان منها، "وعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، في أى جزء منها وقف بنية النُسك فإنه يكون واقف بعرفة، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.