13 من 27/دروس في الحج/شروط الحج وصفته/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس الثالث عشر: شروط الحج وصفته

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإنه لابد أن يكون الحج مُتمشيًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ"، أى تعلموا مني كيف تؤدون مناسككم، "حُجُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أَحُجُّ"، كما قال صلى الله عليه وسلم: "صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي"، والله جل وعلا يقول: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ"، أسوة يعني قدوة، "حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"، فليس الحج من باب العادات أو أن تكون إمعة مع الناس، لابد أن تعرف ما هي أحكام الحج حتى تؤديه على الوجه المشروع، وذلك بأن تقرأ من كتب أهل العلم الموثوقة المختصرات التي تسمى مناسك الحج، وإذا أشكل عليك شئ تسأل أهل العلم، قال تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، لابد أن يتفقه الحاج في أعمال حجه حتى يؤديها على الوجه المشروع وأن يتعلم ويسأل، وأيضًا يمشي مع المسلمين فيعمل مثل ما يعملون على نور وبصيرة، هذا هو الحج، وليس الحج أن تسافر كباقي الأسفار وتعود إلى أهلك فقط، الحج عبادة والعبادة يجب أن تكون على ما شرعه الله سبحانه وتعالى وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى تكون مقبولة عند الله سبحانه وتعالى، مما يؤكد على المسلم أنه قبل أن يُباشر السفر إلى الحج أن يقرأ في الكتب النافعة المفيدة المختصرة والمطولة إذا كان عنده استطاعة يتفقه في أمور حجه، وإذا كان لا يُحسن القراءة أو لا يفهم المعنى فالله جل وعلا يقول: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، المهم أنه لا يحج وهو لا يدرى ماذا يعمل، لابد وأن يعرف الأحكام التي تُشرع في الحج ولو بصفة مختصرة، حتى يكون على بصيرة، وحتى يكون حجه موافق لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ"، أى تعلموا عني كيف تؤدون المناسك، أدوها كما رأيتموني أؤديها، هذا هو الحج، مع الإخلاص لله عز وجل في النية والقصد، وألّا يكون قصد الإنسان طمع الدنيا بل يكون قصده التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ليكون حجه مبور، "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ"، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: "مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ"، والرفث هو الجماع ودواعيه، والفسق هو المعاصي بجميع أنواعها كبائر أو صغائر، فالمسلم حينما يخرج إلى الحج هو في عبادة يتجنب ما يخالفها وما يضادها من المخالفات والمعاصي لأنه في عبادة من حين يخرج من بيته حاج إلى أن يرجع إليه، فيحسن تطبيق العبادة على الوجه المشروع، حتى يكون حجة مبرور مقبولًا عند الله سبحانه وتعالى ويكون مأجورًا غير آثم، هذا هو الحج على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو عمل جليل كما قال صلى الله عليه و سلم: "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ"، "مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ"، يعني سليم من الذنوب لأن المولود حين يولد ليس عليه ذنوب كذلك الحج هذه ولادة جديدة، "مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ"، هذه ولادة جديدة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

شارك