12 من 27/دروس في الحج/مقاصد الحج/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس الثاني عشر: مقاصد الحج

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين، صلى الله وسلم على نبينا محمد، ليس المقصود من الحج أن تذهب تُسافر وأن تقف في المشاعر وأن تمشي مع الحجاج، ليس هذا هو المقصود، المقصود أن تعمل الطاعات، ترجو ثوابها من الله، وأن تتجنب المحرمات، تخشى من عِقاب الله، هذه هي التقوى وسميت تقوى لأنها تقيك من عذاب الله سبحانه وتعالى، "تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ"، تزودوا لسفر الدنيا بالطعام والشراب، تزودوا لسفر الآخرة بالتقوى، والطعام والشراب لابد أن يكون من حلال لا من كسب حرام، إذا حَججت من مال أصله سُحت، فما حججت ولكن حجَّت العير، الذي يحج بمال حرام فهذا ما حج، وإن كان سافر على الرواحل، فالرواحل حجَّت ولكنه هو لم يحُج، ما حججت ولكن حجَّت العير، لا يقبل الله إلا كل صالحة، ليس كل من حج بيت الله مبرور، البر إنما يكون لطاعة الله سبحانه بفعل أوامره وتجنب معاصيه، هذا هو البر، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة كما في الحديث، لكن المهم هنا على نفقة الحج، يحرص الإنسان أن يأخذ معه ما يكفيه ويستغنى به عن الناس، ويكون هذا الزاد من مال حلال طيب، ولا يحج من مال حرام، فإنه إن حج به فلا أجر له بذلك، ولا يُعتبر حاج، على المسلم أن ينتبه لهذا الأمر، وأن يُعد للحج نفقة طيبة من كسب حلال، ليس فيه حرام ولا شبهه، لأنه في سبيل الله عز وجل، والحج جهاد لا قتال فيه، فيُعد له المسلم نفقة طيبة من كسب حلال، تُغذى تغذية طيبة وتُعينه على طاعة الله وعلى أداء المناسك، وتُغنيه عن الناس والتطلع إلى ما في أيديهم ومنتهم، هذا هو الذي يجب على الحاج، يستخلص من ماله النفقة الطيبة التي تكفيه ذهابًا وإيابًا، هذا هو الواجب على الحاج في النفقة، أن يختار النفقة الحلال من الكسب الطيب حتى تُعينه على طاعة الله وتُغنيه عن التطلع إلى الآخرين، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

شارك