09 من 27/دروس في الحج/فضل عشر ذي الحجة/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس التاسع: فضل عشر ذي الحجة

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، فضل عشر ذي الحجة، قال الله سبحانه وتعالى:" لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ"، الأشهر المعلومات هي عشر ذي الحجة، وأما الأيام المعلومات فهي أيام التشريق، وكل الأيام أمر الله بذكره فيها، أما عشر ذي الحجة فذكر الله فيها يكون بالتكبير والإكثار من التكبير في عشر ذي الحجة، إذا دخلت العشر يبدأ التكبير في أيامها ولياليها، فهي أيام مباركة والله شرع فيها التكبير من حين تدخل إلى نهايتها في اليوم التاسع لغير الحاج، أما الحاج فإنه يشتغل بالتلبية من حين الإحرام وصيغة التكبير "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، وأن قال: "الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً"، وجمع بين الصيغتين فإن هذا زيادةُ خيرٍ وزيادةُ فضلٍ، فيكبِّر بين الحين والآخر ويرفع صوته في التكبير، في الأسواق وفي المساجد وفي البيوت وفي المجالس، يكثر من التكبير في عشر ذي الحجة، وفي ذلك فضلٌ عظيم، وكذلك مما يشرع في عشر ذي الحجة صيامها، ففيه فضل عظيم، فيجمع المسلم بين عبادة الصيام وعبادة التكبير، وإذا اقتصر على إحداهما فله من الأجر بقدر ما فعل، والله لا يضيع أجر المحسنين، المهم أن المسلم يعرف قدر هذه الأيام ويعظمها، ويكثر من التكبير فيها، وإن صامها ففي ذلك فضلٌ عظيم، وإضافة خيرٍ إلى خير، فهي أيام مباركة وهي مقدمة للحج، فهي موسمٌ عظيم استغلوا بالطاعات والعبادات من تكبير وصيام، ومن أراد أن يضحي فإنه إذا دخلت العشر يمسك، فلا يأخذ من شعره ولا من بشرته ولا من أظفاره شيء حتى يذبح أضحيته، على المسلم أن يستشعر خيرية هذه الأيام وفضيلتها ولا تمر عليه بدون عمل صالح، والله الموفق.

شارك