الدرس الثامن: منافع الحج
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، الله جل وعلا فرض الحج وشرعه لعباده ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات، الحج فيه منافع كثيرة دينية و دنيوية، من منافع الحج وأعظمها أن الله يكفر به الذنوب، وأنه يؤدي به الواجب عليه من فرض الحج ويحصل على ثواب الله الذي لا يعلمه الا الله، هذا أعظم المنافع في الحج، ومن منافع الحج أن الله يكفر به السيئات ويحط به الخطايا، كما قال صلى الله عليه وسلم: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ"، ومن منافع الحج أن الإنسان يصبر على التعب والمشقة، فيكون داخلًا مع المجاهدين في سبيل الله عز وجل، الحج جهاد إلا أنه لا قتال فيه، كما جاء في الحديث، والجهاد معلومٌ فضله وثوابه عند الله عز وجل، والحج فيه تعارفٌ بين المسلمين، يجتمعون من مشارق الأرض ومغاربها، ويتصل بعضهم ببعض، ويتعلم بعضهم من بعض ويتعارفون ويتآلفون ويفرح المسلم بإخوانه ويعلم أن له إخوان كثيرين إذا رآهم في الحج فإنه يفرح بذلك ويسر بإخوانه المسلمين من كل قطر ومن كل فج عميق، "يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، ويشهد منافع لهم، فالحج فيه منافع لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ومنها الطواف بالبيت العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا، فيراه ويطوف به ويحصل على الأجور العظيمة في مشاعر الحج ومناسك الحج، هذه منافع عظيمة, تفقه في دين الله إذا التقى بالعلماء وكذلك يخشع قلبه إذا التقى بالصالحين ورأى المتعبدين فإنه يكتسب منهم الخشية لله عز وجل، ويكتسب منهم إصلاح العمل لله عز وجل، وكذلك من منافع الحج الاقتصادية التجارية فإن الحج فيه منافع، ولا مانع أنّ الانسان يتجر في الحج ويبيع ويشتري في الحج، "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ"، لأن من الصحابة من كره البيع والشراء في الحج فأنزل الله هذه الآية: "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ"، فأباح الله سبحانه للتجارة في موسم الحج، وهذا من منافع الحج العظيمة، منافع دنيوية ومنافع أُخروية ومنافع أخوية ومنافع عظيمة، ليشهدوا منافع لهم ولا يحصي هذا المنافع إلا الله، لكن مُقل ومستكثر.