03 من 27/دروس في الحج/الإخلاص وأثره في حياة الحاج/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس الثالث: الإخلاص وأثره في حياة الحاج

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

كُل عملٍ من الأعمال الصالحة وكُل عبادةٍ لا بُدَّ أن يتوفر فيها شرطان لكي تكون مقبولةً عند الله سبحانه وتعالى، قال الله سبحانه وتعالى: "وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (سورة البقرة 111)

اليهود والنصارى قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى قل هاتوا برهانكم (دليلكم  فالكلام خارج أحكام الشريعة بدون دليل فإنه غير مقبول، ومردود على صاحبه.

يدخل الجنة من اتصف بصفتين: أسلم وجهه لله، أي أخلص العمل للَّه عز وجل فلا يكون في عمله رياءٌ ولا سُمعة ولا قصد لطمع الدنيا وإنما يؤدي عمل العبادة لوجه الله, فالله لا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه، قال صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: "أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ"، والله برئ من عمل فيه شرك، يجب أن يكون العمل خالصًا لوجه الله عز وجل، هذا شرط.

الشرط الثاني: أن يكون صوابًا على سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكون فيه بدع ولا مُحدِثات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ"، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"، قال الله جل وعلا: "إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلً"، (سورة الكهف 7) وقال سبحانه وتعالى: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" (سورة الملك 2)، ولم يقل أكثرَ عملٍ بل قال أيُّكم أحسن، العبرة بالأحسن، والأحسن هو ما توفر فيه الشرطان المذكوران، أن يكون خالصًا لله عز وجل، وأن يكون موافقًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.

شارك