04 من 27/دروس في الحج/الحج من مكفرات الذنوب/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس الرابع: الحج من مكفرات الذنوب

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، الحج من مكفرات الذنوب يُكفر الله به الخطايا فمن حج وهو مُخلص لله في حجه، مُتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أدائه، فإن الله يكفر بحجه ذنوبه.

النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن هذا، قال: "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ"، وقال عليه الصلاة و السلام: "منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ".

الحج يكفر الذنوب ويمحو الله به الخطايا لِما فيه من الفضائل العظيمة مِن تعب البدن وإنفاق المال والصبر على المشقة في سفر الحج ومناسك الحج، كل هذه عبادات عظيمة يُكفر الله بها الذنوب ويكفر بها الخطايا، الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والحج المبرور هو المقبول الذي قبله الله سبحانه وتعالى، "منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ"، يعنى تُكفر خطاياه بحجه، وهذا فضل عظيم وثواب جزيل واليوم والحمد لله مُتَيسر، لما يسر الله من وسائل النقل السريعة والمُريحة ولما وفر الله من الأمن في طريق الحج وفي المشاعر، الحج مُيسر وسهل ولله الحمد وأجره عظيم وجزاؤه جزيل.

يجب للمسلم أن يكثر من الحج بعد أداء الفريضة، قال صلى الله عليه وسلم: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ"، فالمسلم يحرص علي تقديم العمل الصالح من الحج وغيره ما دام على قيد الحياة وهو مُتمكن من فعل العبادات، والحياة وطول العمر لا يُطمع فيها إلا لأجل العمل الصالح لمن وفقه الله سبحانه وتعالى.

الحج والعمرة الآن قد تيسرتا لكل مسلم من قريب ومن بعيد فالفرصة سانحة والوقت مناسب والحمد لله فلا يَحرم المسلم نفسه من هذا الثواب العظيم وهذه الفرصة العظيمة التي هيّأها الله له، إن الأجر عظيم والكُلفة يسيرة والحياة قصيرة وعلى المسلم أن يبادر وأن يُخلص النية لله عز وجل وأن يكون زاده من الحلال الطيب، "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ"، هذه أمور يجب علي المسلم أن ينتبه لها وألا يَغَفَل عنها، وكل العبادات والحمد لله كلها مُيسرة والإنسان ليس له إلا ما عمل في هذا العمر من خير أو شر، وعليه أن يبادر ما دام على قيد الحياة وما دامت الفرصة ممكنة، فإن الأجل قريب وإن الموعد قريب مع الله سبحانه، والله عز وجل تكفل أنه لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ومن يعمل خيرًا يُجزى به ومن يعمل سوءًا يُجزى به، وعلى المسلم أن ينتهز فرصة عمره التي أعطاها الله له وأمهله فيها.

شارك