02 من 27/دروس في الحج/التفقه في المناسك/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

الدرس الثاني: التفقه في المناسك  

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

يتعين على من يريد الحج أن يعرف أحكام الحج ويتعلمها ويتفقه فيها ليؤدي حجه على الوجه المشروع الموافق لسنه الرسول ()، حيث يقول عليه الصلاة والسلام: "خذوا عنِّي مناسِكَكم" أي تعلموا منى كيف تحجون وكيف تعتمرون لأنه القدوة، ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ).

وهكذا المسلم في كل عبادة يجب عليه أن يقتدى بالرسول ﷺ حيث قال: "صلوا كما رأيتموني أصلى"، والله جل و علا قال: ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ).

 وهذا يستدعى لمن يريد الحج أن يتفقه فيه بأن يقرأ في أحكام الحج من الكتب المؤلفة في ذلك منها المختصرات ومنها المطولات فيقرأ ويسأل عما أشكل عليه، إذا كان لا يقرأ فإنه يسأل عما أشكل عليه أهل العلم، قال الله تعالى: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ).

ويرافق الحجاج ويفعل مثل فعلهم ويقتدي بهم في ذلك ويختار الرفقة الصالحة وإذا كان فيهم من العلماء أو من طلبة العلم من يصاحبهم فهذا أفضل وأتم، ليؤدوا حجتهم وعمرتهم على بصيرة وموافقة لسنة الرسول ﷺ.

وعليه أن يجتهد في ذلك بأن يقرأ قبل أن يباشر الحج، يقرأ الكتب المختصرة الموثوقة والكتب المطولة إذا كان عنده استعداد لذلك وإذا أشكل عليه شيء فإنه يسأل أهل العلم ليبينوا له ما أشكل عليه ولا يبقي في جهله، فالحج عبادة والعبادة يجب أن تؤدى على الوجه المشروع.

ويتوفر فيها شرطان:-  

  • الشرط الأول: الإخلاص لله عز وجل
  • الشرط  الثاني: المتابعة للرسول ﷺ

ولن تتمكن من متابعة الرسول ﷺ إلا إذا تعلمت وقرأت وسألت أهل العلم حتى تكون على بصيرة بمناسك حجك وعمرتك وتؤديها على الوجه المشروع مخلصًا لله في ذلك.

هذا هو السبيل الصحيح لمن يريد الحج أو العمرة وعليه أن يختار الرفقة الصالحة وعليه أن يتزود للحج بأن لا يبقى عالةً على غيرها حيث قال الله تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ) تزودوا يعنى خذوا الزاد بألا تحتاجوا للناس، فالذي ليس عنده زاد ولا مال ليس عليه حج؛ لأن الله عز وجل قال: (مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) فمن استطاع بدنيًا وماليًا فإنه يحج مباشرةً بنفسه، ومن استطاع ماليًا ولم يستطع بدنيًا وكان ذا مرضٍ مزمن أو هرِم فإنه يقيم من يحج عنه بالنيابة.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

 

شارك