01 من 27/دروس في الحج/فضل الحج/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

 فضل الحج

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، فضل الحج عظيم وثوابه جزيل، وهو من الجهاد في سبيل الله عز وجل لما يلاقيه الحاج من المشقة والسفر والتنقلات فهو من الجهاد في سبيل الله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.

 والله جل وعلا شرع الجح لعبادة وجعله ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، وهو مرة واحدة في العمر للمستطيع وما زاد عن المرة فهو نافلة من أفضل النوافل والقربات والطاعات فالحج إلى بيت الله الحرام فضلُه عظيم، يُكفر الله به الذنوب ويًكفر به الخطايا ويُعظم به الأجور، والحج كما هو معلوم هو الركن الخامس من أركان الإسلام، قوله صلى الله عليه وسلم: (الْإِسْلَامُ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلً)، ومِن رحمة الله أنه لم يُوجب الحج إلا على المستطيع، المستطيع بدنيًا بأن يُباشر الحج بنفسه، أو المستطيع ماليًا إذا لم يستطع بنفسه لكنه مُستطيع بماله، فإنه يُنيب من يحُج عنه.

جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: (يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ أَفْنَدَ وَأَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الحَجِّ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا فَهَلْ يُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَهَا عَنْهُ؟)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نَعَمْ). الحج عمل تدخله النيابة لأنه عمل مكون من بدني ومن مالي فتدخله النيابة كما في هذا الحديث، فمن استطاع ماليًا وبدنيًا؛ فإنه يُباشر الحج بنفسه، ومن يستطع الحج ماليًا ولم يستطع بدنيًا، فإنه يُنيب من يَحُج عنه حجة الإسلام مرة واحدة في العمر وما زاد فهو منه تطوع وهو من أفضل أنواع التطوع، والحج من الجهاد لما يُلاقيه الحاج من التنقلات والسفر والمشقة والتعرض للحر والبرد وقد يكون الطريق غير آمن، فالحاج لا شك أنه يُجَاهد في سبيل الله، فإذا صبر واحتسب كتب الله له أجر المجاهد.

واليوم ولله الحمد تيسرت السُبل إلى الحج وانبسط الأمن على بلاد الحرمين الشريفين فالحج مُيسَّر وسهل في هذا الوقت، فينبغي للمسلم الذي لم يؤدي فريضة الحج أن يُبادر، والله أعلم وصلى الله وسلم علي نبينا محمد.

شارك