الدرس السادس: التلبية شعار الحج
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، المحرم إذا عقد الإحرام فإنه يستحب له أن يلبي و أن يشتغل بالتلبية، لفظها: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ لبيك".
ومعنى لبيك إجابة بعد إجابة، إجابة لدعوة الخليل عليه الصلاة والسلام لما أذن في الناس بالحج بأمر الله، "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (سورة الحج 27)، فكل من حج أو اعتمر فإنه مجيب لدعوة الخليل ولآذان الخليل ولهذا يقول لبيك، فالتلبية شعار المحرم ومعنى التلبية الإقامة، أي أنا مقيم على طاعتك ومجيب لدعوة خليلك، إقامة بعد إقامة، لا شريك لك.
كانوا في الجاهلية يلبون، ولكنهم كانوا يقولون: "لبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ، إِلَّا شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ"، هذه تلبيه الجاهلية، خالفهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال:" لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ"، اخلص التلبية لله عز وجل، "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ"، كرر "لاَ شَرِيكَ لَكَ" للتأكيد على أنه يجب علي الملبي أن يخلص نيته لله عز وجل و يكرر هذا، فالتلبية هي شعار المحرم من حين ينوي الإحرام. حتى ينتهي من الإحرام، فإن كان محرم بعمرة فإنه يلبي حتى يشرع في طواف العمرة، وإن كان متمتع بالعمرة إلى الحج؛ فانه أيضًا يلبي من حين يحرم إلى أن يشرع في طواف العمرة، وكذلك القادم يلبي حتى يشرع في طواف القدوم، وكل هذه أمور يجب على الحج أن يتفطن لها، ولكن يلبي بين الحين والآخر، بين الفترة والأخرى، حيث من اللازم أن ينشغل بالتلبية دائمًا، وألّا يقطعها أبدًا ولكن من الفترة إلى الفترة ويكثر من التلبية، وخصوصًا إذا أقبل الليل أو أقبل النهار أو التقى بالحجاج أو المعتمرين، أو على منخفض أو مرتفع فإنه يلبي ويكثر من التلبية لله عز وجل لأنه مقبل على الله مجيب لدعوة الله سبحانه وتعالى، التلبية هي شعار المحرم.