الدرس الخامس: استشعار عظمة الله في الحج
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، يجب على الحاج والمعتمر أن يؤدي حجه وعمرته ابتغاء الله عز وجل وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يُعظم ربه عز وجل ويُجله لأنه عظيم وهو أكبر من كل شيء وهو عليمٌ بما نسأل وما ننوي وما نقصد، عليم بذات الصدور والله جل وعلا لا يُضيع أجر المحسنين، "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" (سورة الكهف 30) ، "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (سورة الزلزلة 7-8)، يقول سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا" (سورة النساء 40) والله يُضاعف إلى عشرة أضعاف، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة لا يَعلمها إلا الله، الخير كثير والحمد لله ولكن يحتاج إلى احتساب ومبادرة "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (سورة البقرة 148)، "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ" (سورة آل عمران 133) سابقوا وسارعوا لأن الفرصة تنتهي والأجل ينتهي، فعلى المسلم ما دام مُتمكن أن يبادر ويكثر من طاعة الله عز وجل لتكون زاد له عند الله، "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ" (سورة البقرة 197 )، هي الزاد عند الله سبحانه وتعالى، " يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ".
فعلى المسلم ألا يحرم نفسه من الفرص المتاحة له في العمل الصالح لأنها لا تدوم ولأنه لا يدري هل يعيش بعدها أو لا يعيش، فعليه أن يُبادر ما مَكنهُ الله سبحانه وتعالى، بل يحسن العمل ويتقنه ويخلصه لله عز وجل، فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه وصوابًا على سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه وتعالى: "وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ"، ومن يسلم وجهه لله هذا هو الإخلاص , ومحسن أي مُتبع لسُنة نبيه وهما شرطا قبول العمل، الإخلاص ومتابعة العمل وإن كان قليلًا، إن كان صالحًا فإن الله يُبارك فيه، فيبارك في مثقال الذرة ويَجعله أضعافًا كثيرة، "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا"، يضاعفها الله سبحانه وتعالى إلى عشرة أضعاف، الى أضغاف كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فضلُ الله واسع ولكن الإنسان هو الذي يُضيع نفسه ويُضيع وقته ويُضيع فرصته، "حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ"، وهذه كلمة يقولها كل من حضره الموت من مؤمن وكافر، فالمؤمن يندم ألا يكون ازداد من الحسنات، والكافر يندم ألا يكون تابَ إلى الله عز وجل.