02 من 03/ دروس التفسير في المسجد الحرام/الفاتحة/تفسيرها إجمالا/صالح الفوزان/التفسير/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

2 من 3 دروس التفسير في المسجد الحرام_ الفاتحة_ تفسيرها إجمالاً_ صالح الفوزان_ التفسير

_ كبار العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، دروس التفسير في المسجد الحرام للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تفسير، سورة الفاتحة.

الدرس الثاني: الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

حديثنا اليوم عن سورة عظيمة، هي أعظم سورة في القرآن، ألا وهي سورة الفاتحة، السورة التي هي أول سورة في المصحف الشريف، وهي أم القرآن وأعظم سورة في القرآن، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم "أعظم سورة في القرآن سورة الفاتحة وأعظم آية في القرآن آية الكرسي"، وهذه السورة جعل الله قراءتها ركناً في كل ركعةٍ من صلاتنا، لما تشتمل عليه من المعاني العظيمة، وهي دعاء كلها، من أولها إلى آخرها دعاء، أولها دعاء عبادة وذلك بالثناء على الله سبحانه وتمجيده وحمده، وآخرها دعاء مسألة، وصح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن ربه عز وجل بحديث القدسي أنه يقول: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي (والمراد بالصلاة هنا الفاتحة سماها صلاةً) فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين، قال الله جل وعلا أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال الرحمن الرحيم، قال الله سبحانه وتعالى مجدني عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين إلى آخر السورة، قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل"، فمن قوله تعالى الحمد لله رب العالمين إلى إياك نعبد هذا لله سبحانه وتعالى تعظيم وتمجيد وثناء، ومن قوله إياك نعبد وإياك نستعين إلى آخر السورة هذا للعبد يسأل ربه عز وجل فيستجيب له، وقوله الحمد لله الحمد هو الثناء على المحمود، و "ال التعريف" للاستغراق أي جميع المحامد لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه يحمد لذاته، ويحمد لصفاته، ويحمد لأفعاله سبحانه وتعالى، فالحمد كله لله ملكاً واستحقاقاً، لأنه هو المنعم بجميع النعم، {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النحل،53]، {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النحل،18]، {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}[لقمان،20]، فهو يحمد جل وعلا على نعمه التي لا تحصى، فلا إحصاء لحمده جل وعلا، كما أنه لا إحصاء لنعمه، الحمد لله أي لا لغيره سبحانه وتعالى، وإنما غير الله يحمد على قدر معروفه وعلى قدر إحسانه، وأما الحمد المطلق فهو لله جل وعلا، والله علمٌ على الذات لا يسمى به غيره سبحانه وتعالى، فلا أحد يسمى الله، ولا أحد من الخلق تسمَّى بالله، لا أحد سمى نفسه الله إلا الله جل وعلا وهذا من العجائب، فرعون ما قال أنا الله، قال: أنا ربكم، {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ}[النازعات،24]، فلا أحد تسمَّى بهذا الاسم إلا الرب سبحانه وتعالى، والله معناه المعبود بحق، الألوهية هي العبادة والمحبة.
الرحمن الرحيم، اسمان أيضاً من أسمائه سبحانه يتضمنان الرحمة، كأسمائه كلها فأسماء الله كلها تتضمن الصفات لله عز وجل، كل اسمٍ من أسماء الله إنه يتضمن صفة من صفاته، الرحمن يتضمن الرحمة، السميع يتضمن السمع، العليم يتضمن العلم، وهكذا كل اسمٍ من أسمائه إنه يتضمن صفة من صفاته، ولهذا أسماء الله حسنى (حسنى) يعني كاملة، {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ}[الأعراف،180]، فأسماءه كلها حسنى لأنها كاملة وتتضمن صفاتٍ عظيمة لله جل وعلا، الرحمن الرحيم هذه أسماء الله جل وعلا، هذه من أسماء الله جل وعلا.

مالك يوم الدين، يوم الدين هو يوم القيامة والدين معناه الحساب أي يوم الحساب، ولماذا خص يوم الدين للملكية مع أنه مالكٌ للدنيا والآخرة، مالكٌ لكل شيء لأنه في الآخرة لا أحد يملك شيئاً إلا الله جل وعلا، {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}[غافر،16]، أما الدنيا ففيها ملكيات وفيها ملوك، فيها ملكيات الناس يملكون في هذه الدنيا ما ملَّكهم الله جل وعلا وفيها ملوك،  لكن في الآخرة الملك كله لله جل وعلا، {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}[غافر،16]، فليس في الآخرة ملوك ولا أمراء ولا مملوكون إلا لله جل وعلا، ولهذا قال مالك يوم الدين في قراءةٍ ملك يوم الدين، والمالك والملك بمعنىً واحد، مالك يوم الدين أي يوم الجزاء والحساب.

إياك نعبد أي لا نعبد سواك، لأن تقديم المعمول إياك على العامل نعبد يفيد الحصر، حصر العبادة لله جل وعلا، لأنه لا يستحق العبادة إلا الله جل وعلا، وأما غيره فإن عُبِد فعباداته باطلة، ليست حقاً له فجميع المعبودات من الأصنام والأشجار والأحجار والجن والإنس والمعبودات كلها عباداتها باطلة، لأنها بغير حق وإنما العبادة حق لله وحده، ولذلك قال إياك نعبد فهو أبلغ من قوله نعبدك ونستعين بك، أبلغ تقديم المفعول على الفعل يدل على الحصر، إياك نعبد هذا حق لله جل وعلا. 

وإياك نستعين هذا حق للعبد، الاستعانة حق للعبد أن يستعين بربه سبحانه، وإياك نستعين والاستعانة طلب العون، وهي نوع من أنواع العبادة، فلماذا أفردها مع أنها داخلة في قوله إياك نعبد؟

أفردها لأهميتها فلا يستعان إلا بالله جل وعلا، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله"،لأن الله هو الذي يقدر على الإعانة، والمخلوق يستعان به فيما ما يقدر عليه، يجوز أن تستعين بالمخلوق القادر الحي الموجود تقول له أعنِّي على كذا وكذا، أعنِّي بمال أعنِّي على حمل كذا، فيما يقدر عليه لا بأس، أما ما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا هذا لا يطلب من المخلوق لا يطلب من المخلوق كالهداية والرزق وجميع الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله هذه لا تطلب من المخلوقين، مَن طلبها منهم فقد أشرك بالله عز وجل، وأما الأشياء التي يستطيعها المخلوق إن كان حيا حاضرا تقول له يا فلان أعنِّي، الله جل وعلا يقول {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ}[المائدة،2]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، هذا شيء يقدر عليه الإنسان، يقدر يساعدك بما يستطيع وما يملك، أما ما لا يقدر عليه فهذا لا يجوز طلبه إلا من الله جل وعلا، كطلب الرزق وطلب الولد وطلب الشفاء من المرض وطلب النصر على الأعداء، هذا لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا، {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ}[أل عمران،160]، وإياك نستعين هذا دعاء مسألة تسأل الله أن يعينك.

اهدنا الصراط، يهديها هذا دعاء أيضاً تطلب من الله أن يهديك، لأن الهداية بيد الله جل وعلا "من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل الله فلا هادي  له" والهداية على نوعين هداية دلالةٍ وإرشادٍ وهذه تحصل للمؤمن والكاذب، هداية الدلالة والإرشاد والبيان هذه عامة تحصل للمؤمن والكافر، فالله بيَّن الحق من الباطل للمسلمين وللكفار ودلهم عليه، دل المسلمين ودل الكفار على الحق، لكن المسلمون قبلوا الهداية والكفار لم يقبلوها {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ}[فصلت،17]، الله هداهم يعني دلهم على الحق وبيانه له لكنهم لم يقبلوه، وأما أهل الإيمان فإنهم قبلوا الحق لأنهم يريدون الحق، أما الكفار فهم لا يريدون الحق ولذلك لم يقبلوا الهداية، وهذا النوع من الهدايا وهو الدلالة والإرشاد هذا يملكه المخلوق يملك هداية الدلالة والإرشاد، فيدعو إلى الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويبين الخير والله جل وعلا يقول للرسول صلى الله عليه وسلم {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الشوري،52]، أي تدل وترشد وتبين هذا يملكه المخلوق، النوع الثاني هداية التوفيق والقَبول والتثبيت على الحق وهذه لا يملكها إلا الله جل وعلا، هذه الهداية هداية التوفيق وهداية القَبول وهداية الثبات على الحق لا يملكها إلا الله، المخلوق لا يملكه، ولهذا قال جل وعلا {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}[القصص،56]، فلو أشكل عليك هاتان الآيتان آية فيها وإنك لتهدي خطاب للرسول صلى الله عليه إنك لتهدي إلى صراط مستقيم وآية إنك لا تهدي، فكيف أثبت الهداية للرسول ثم نفاها؟ فالجواب أن تقول الهداية مختلفة، الهداية التي أثبتها للرسول هي هداية الدلالة والإرشاد والبيان، والهدايا التي نفاها عن الرسول صلى الله عليه وسلم هي هداية التوفيق والقبول والثبات على الحق فهذه لا يملكها إلا الله سبحانه وتعالى، اللهم اهدنا فيمن هديت  ولا تطلب إلا من الله جل وعلا، وقوله اهدنا الصراط  يشمل الهدايتين هداية الدلالة أي بيِّن لنا وأرشدنا، وهداية التوفيق أن أي وفقنا لقبول الحق وثبتنا عليه، الصراط معناه الطريق، الصراط في اللغة الطريق، تسمى صراطاً والمراد بالصراط هنا الطريق الموصِّل إلى الله جل وعلا، الطريق الموصِّل إلى الله وإلى الجنة، هذا الذي نسأل الله أن يهدينا إياه، الطريق الموصل إلى الله جل وعلا وإلى جنته وهو الإسلام، الإسلام هو الصراط أي الطريق، وقيل الصراط هو القرآن، القرآن هو الصراط يعني  الطريق الموصل إلى الله، وقيل الصراط هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والكل حق فالصراط يعني الرسول ويعني الإسلام ويعني القرآن كلها صراط موصِّل إلى الله جل وعلا.

والمستقيم معناه المعتدل، المستقيم معناه المعتدل الذي لا انحراف به، هذا هو الصراط المستقيم أي الطريق المعتدل الذي ليس فيه انحراف ولا ميلان ولا ضياع واضح معتدل ليس فيه غلوٌ وليس فيه تساهلٌ، بل هو معتدل متوسط وسط، أنت تسأل الله أن يهديك هذا الصراط المعتدل هذا الطريق المعتدل الذي ليس فيه انحراف وليس فيه ميلان، قال جل وعلا {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}[الأنعام،153]، خطَّ النبي صلى الله عليه وسلم في توضيح ذلك خطَّ لأصحابه خطاً معتدلاً، وخطَّ على جنبتيه خطوطاً منحرفة، "وقال صلى الله عليه وسلم للخط المعتدل هذا صراط الله وقال للخطوط الأخرى المنحرفة هذه سبلٌ كل سبيل عليه شيطان يدعو الناس إليه" هذا توضيح لقوله {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام،153].

الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم هذا الصراط المستقيم من الذي عليه ومن الذي يسير معه؟ الذين أنعم الله عليهم، من هم الذين أنعم الله عليهم؟ هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، كما قال تعالى {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا، ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا}[النساء،70،69]، رفقاءك على هذا الطريق هم خير الخلق فلا تستوحش لأنك مع خير الناس، إذا سرت على هذا الصراط فأنت مع خير الناس من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وإن خالفِك أكثر الناس فلا تلتفت إليهم، لأن أكثر الناس همجٌ لا خير فيهم، الله جل وعلا يقول {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنعام،116]، ويقول { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف،103]، فإذا سرت على هذا الطريق وخالفك الناس أو عابوا عليه أو وضايقوك أو استهزؤا بك فلا تلتفت إليهم ولا تعبأ بهم، لأنك تمشي مع الذين أنعم الله عليهم مع خير الناس فلا تلتفت إلى من يلومك ومن يتنقَّصك ومن يتكلم فيك ويعيبك ويصغر عقلك أو تفكيرك، لأن المؤمن يبتلى في هذه الدنيا، يبتلى بالكفار يبتلى بالمنافقين يبتلى بالفَسقة، الذين يخذِّلون عن صراط الله وعن دين الله، فالواجب أن يثبت ولا يلتفت إلى هؤلاء ولا يعبأ بهم، الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم الصراط تارة يضيفه إلى نفسه وأن هذا صراطي مستقيماً، وتارة يضيفه إلى العباد صراط الذين أنعمت عليهم، أضافه إليهم فلماذا أضافه إلى نفسه ثم أضافه إلى العباد؟

أضافه إلى نفسه وأن هذا صراطي مستقيماً لأنه يوصل إلى الله جل وعلا، وأضافه إلى العباد بهذه الآية صراط الذين أنعمت عليهم لأنهم يسيرون عليه، هم أهله الذين يسيرون عليه {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي}، {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صراط الله أضافه إلى الله لأنه دال على الله ومُوصِّلٌ إلى الله جل وعلا ،وإضافته إلى الله إضافة تشريف، وإضافته إلى العباد أيضاً إضافة تشريف لأنه أضافه إلى خير الخلق الذين أنعم الله عليهم.

ولا الضالين أي وغير صراط الضالين، لأن الناس على ثلاثة أقسام: القسم الأول المنعم عليهم، القسم الثاني المغضوب عليهم، القسم الثالث الضالون، فما المراد بهذه الأصناف الثلاثة؟ المنعم عليهم من هم؟

هم أهل العلم والعمل، المنعم عليهم هم أهل العلم النافع والعمل الصالح، الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ}[التوبة،33]، الهدى هو العلم النافع، ودين الحق هو العمل الصالح، فالذين أنعم الله عليهم جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح عملوا بعلمهم، الصنف الثاني المغضوب عليهم وهم الذين أخذوا العلم وتركوا العمل، تعلموا العلم ولم يعملوا به هؤلاء مغضوبٌ عليهم ومنهم اليهود، اليهود عندهم علم لكنهم لم يعملوا به فغضب الله عليهم وهكذا، كل ما عنده علم ولا يعمل به فهو مغضوبٌ عليه من هذه الأم أو غيرها، فهذا فيه التحذير من ترك العمل بالعلم إن الإنسان يتعلم ولا يعمل فإذا فعل ذلك، فإنه يكون مع المغضوب عليهم لأن من علم ليس كمن لا يعلم، والفريق الثالث الضالون وهم الذين يعملون بغير علم، يعملون بالبدع والخرافات والمحدثات ويتقربون بها إلى الله، والله لم يشرعها ولا دليل عليها فكل من عمل عملًا يتقرب به إلى الله وهو على غير دليل فإنه ضال ضائع، كما قال صلى الله عليه وسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، قال عليه الصلاة والسلام "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وهذا يعني كل من يعمل ويتقرب إلى الله من غير دليل ومن غير شرع، بل بما استحسنه هو، أو يقلد غيره من دون دليل وفي مقدمة هؤلاء النصارى، النصارى أخذوا العمل وتركوا العلم، ومن هذه الأمة كل مبتدع الصوفية وغيرهم ممن أخذوا العلم واجتهدوا في العبادة لكنهم يعبدون الله بغير ما شرع وبغير دليل من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه، الصوفية تحذر من العلم تحذر الناس من أن يتعلموا وأن يجلسوا للعلماء ويتعلمون، ويقولوا لهم اشتغلوا بالعبادة واتركوا العلم لأن العلم يعيقكم عن العبادة، العلم يأخذ عليكم الوقت وأنك تجلس تتعلم تحتاج سنين تحتاج وقت طويل، وهذا يضيع عليك العبادة أشغل وقتك بالعبادة، طيب العبادة ما تصح إلا بعلم إذا كانت عبادة من غير علم فهي باطلة وضلال، وتعلم العلم بنية خالصة من العبادة بل هو أفضل العبادة تعلم العلم أفضل من نوافل العبادات كلها، لأَن تتعلم مسألة واحدة، مسألة واحدة تتعلمها وتفقهُها خيرٌ من قيام ليلة كاملة، كيف بالذي يتعلم العلم الكثير يستفيد ويفيد الناس ويدعو إلى الله ويعلم الناس الخير ويصبح هادياً مهدياً، يقولون لاء لا تتعلم ولذلك يحاربوا العلم، وبعضهم يمزق كتب العلم ويقول هذا يشغل الناس، وهذا والعياذ بالله هو الضلال المبين لأن العمل بدون علم لا ينفع، كما أن العلم بدون عمل لا ينفع بل يضر، ولا ينفع إلا العلم والعمل، العلم النافع والعمل الصالح فأنت تسأل الله أن يهديك للعلم النافع والعمل الصالح في هذه السورة العظيمة وأن يجنبك طريق العلم الذي لا ينفع والعمل الذي لا ينفع، العلم الذي لا ينفع هو الذي ليس معه عمل، والعمل الذي لا ينفع هو العمل الذي ليس معه علم، فتنبهوا لذلك.

ولذلك هذه سورة عظيمة وأنت تدعو الله بهذه السورة تفتتحها بالثناء على الله جل وعلا، ثم تسأل الله هذه الأسئلة العظيمة المفيدة لك، أحضر قلبك عند قراءة هذه السورة، وتنبه لها ولذلك يشرع ويسحب في ختامها أن يقول الإمام والمنفرد والمأموم آمين، آمين يعني اللهم استجيب تأمين على هذا الدعاء العظيم، فهي سورة عظيمة ويأتي في الدرس القادم إن شاء الله بيان ما فيها من الأحكام، لأنها سورةٌ عظيمة ولذلك سماها النبي صلى الله عليه وسلم أم القرآن، لأنها تشتمل على معانٍ عظيمة ولقد سمعتم ثم شيئاً من معانيها العظيمة، فهي سلاح المؤمن يقرأها في كل ركعة، إذا قرأها بحضور قلبٍ وتدبرٍ لها، فإنها أعظم سلاح يكون معه يسير عليه في هذه الحياة، أسأل الله جل وعلا أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أحسن الله إليكم سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم وجزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء.

يقول السائل: هل من حكمةٍ تعبديةٍ جعلت سورة الفاتحة تتكرر في جميع الصلوات؟

الحكمة واضحة، الحكمة في تكرارها في كل ركعة وفي جميع الصلوات لما تتضمنه من الأدعية العظيمة التي أنت بحاجة إليها أكثر من حاجتك إلى الطعام والشراب لو تأملنا نعم. 

يقول السائل: ما حكم قول المأموم خلف الإمام عندما يقول إياك نعبد وإياك نستعين، قال المأموم استعنت بالله هل هذا مشروع؟ 

هذا غير مشروع، يجب التنبه لهذا، وهذا لا يجوز في الصلاة بعض العوام إذا سمع الإمام يقرأ إياك نعبد وإياك نستعين، قال استعنَّا بالله وهذا لا يجوز لأن هذه زيادة في الصلاة لا تجوز، نعم. 

يقول السائل: هل يجوز في الدعاء أن أقول اللهم إني أُقسم عليك أن تفعل كذا، وإذا كان لا يجوز فكيف بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"لو أَقسم على الله لأبَّره"؟

الإقسام على الله على نوعين إقسامٌ ممنوع وإقسامٌ جائز، الإقسام على الله أن لا يفعل الخير كأن يقول والله لا يغفر الله لفلان هذا لا يجوز، لأنه تحجر على الله جل وعلا وسوء أدب مع الله جل وعلا وسوء ظن بالله فلا يجوز ذلك، أما النوع الثاني وهو الإقسام على الله أن يفعل الخير هذا طيب وحسن ظن بالله عز وجل، كما في الحديث "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره" هذا لا بأس به، أما النوع الأول فهو ممنوع لأنه سوء أدب مع الله، تريد أن تمنع الله، أن تمنع الخير من الله عز وجل، وتمنع الله أن ينزل الخير على عباده هذا لا يجوز، ولهذا "لمَّا قال رجلٌ من بنى إسرائيل: والله لا يغفر الله لفلان، قال الله جل وعلا: من ذا الذي يتألى عليَّ (يعني يحلف عليَّ) أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت له وأحبطت عملك"، أحبط عمل هذا القائل لأنه تجرأ على الله وأساء الأدب مع الله عز وجل، وأراد أن يمنع الخير من الله، وغفر الله لهذا المذنب {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}[الزمر،53]، ولا أحد يمنع الله جل وعلا أن يغفر لعباده، نعم. 

أحسن الله إليكم، يقول السائل: هل يصح أن يُسأل الله بسورة الإخلاص، فيقول اللهم إني أسألك بسورة الإخلاص؟ 

التوسل بالقرآن جائز، لأن القرآن صفة من صفات الله ولأنه كلام الله، ويجوز التوسل إلى الله بصفة من صفاته جل وعلا، كما قال أيوب عليه السلام {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}[الأنبياء،83]، توسل إلى الله بأنه أرحم الراحمين، فيجوز التوسل إلى الله بصفة من صفاته، أو باسم من أسمائه {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف،180}، القرآن من كلام الله وكلام الله صفة من صفات فيجوز التوسل به، أسألك بالقرآن أو بالسورة الفلانية أن تغفر لي، أو اسألك بكلامك الذي أنزلته على نبيك، أتوسل إليك بكلامك الذي أنزلته على نبيك أن تغفر لي أن تشفيني لا بأس في ذلك، إنما الممنوع التوسل إلى الله بالمخلوق، كأن تقول اسألك بفلان أو بجاه فلان هذا هو الممنوع، نعم.

يقول السائل: ما هو أجر الجلوس إلى الشروق وهل ثبت استغفار الملائكة لمن جلس حتى الشروق؟

الملائكة تستغفر لمن جلس ينتظر الصلاة، من جلس في المسجد ينتظر الصلاة فإنه في صلاة والملائكة تستغفر له، أما الجلوس إلى الشروق لذكر الله عز وجل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعجل عمرة أو حجاً تاماً وفيه فضل عظيم، نعم. 

يقول السائل: بعض الناس يُجَّوِّزون التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، بحديث الأعمى نرجو توضيح ذلك؟

حديث الأعمى ما هو بصحيح، لا يجوز الاستدلال به ولا يجوز التوسل إلى الله بالمخلوق لا النبي ولا غيره التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى، فلا يتوسل اليه بمخلوق، نعم.

يقول السائل: إذا نسي الشخص فدعا للميت بعد التكبيرة الثانية، ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فماذا يعمل؟ وهل لصلاة الجنازة سجود سهو؟ 

ليس لها سجود سهو، وإذا نسي فأنه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قبل السلام، نعم.

يقول السائل: هل يجوز بيع أو شراء شريط قرآن إذا عرفنا أن المقرئ مبتدع؟ 

القرآن يجوز بيعه شريطه، يجوز بيع المصحف على الصحيح لأجل أن ينتفع به، كون المقرئ الذي قرأ غير مستقيم هذا لا يمنع من بيع شريط القرآن، لأن المقصود القرآن كلام الله عز وجل وأما المقرئ فذنبه عليه، لكن نحن نستمع القرآن ونشتري القرآن لنستفيد ونتعظ بالقرآن، نعم. 

أحسن الله إليك، يقول السائل: رجل أفطر شهراً كاملاً في رمضان بعد بلوغه، والآن يسأل عن كفارة هذا الإفطار وهو في حيرة من أمره؟ أفيدونا بارك الله فيكم.

الواجب عليه التوبة إلى الله، وقضاء الأيام التي أفطرها، وأن يطعم عن كل يوم مسكيناً عن التأخير، عن تأخير القضاء إلا إن كان من رمضان السنة هذي فإنه يكفي القضاء، أما إن كان من العام الماضي أو قبله فإنه لابد مع القضاء أن يطعم مسكيناً عن كل يوم كفارة عن التأخير مع التوبة إلى الله عز وجل، نعم.

أصابكم الله، يقول السائل: ما حكم لبس البنطال للمرأة بيتها (وهو السروال)؟ 

البنطال ليس لباساً للمرأة، ولا يسترها الستر المطلوب، لأنه يبين أعضاءها ويبين مفاتنها، والمطلوب للمرأة أن تستر نفسها ستراً تاماً لا يفتن بها، فالبنطال يفتن بها يفتن من نظر إليها، فلا تلبسه المرأة المسلمة، نعم. 

يقول السائل: ما حكم التحلق قبل الجمعة، أحيانا دون مواظبة علماً أن وزارة الأوقاف تفرض على الأئمة الدرس قبل الجمعة؟ 

الدرس ليس من التحلق، الدرس موعظة تُلقى والناس مجتمعين لصلاة الجمعة يُلقى عليهم درس أو موعظة قبل الصلاة، هذا محل نظر يعني لا ينكر إنكار تام، ولكن الأولى تركه لأن الخطبة تكفي عن الموعظة وعن الدرس، والمطلوب من الإنسان إن الناس إذا حضروا صلاة الجمعة يشتغلون بذكر الله، بالنوافل، بتلاوة القرآن هذا هو الأحسن، أحسن من إلقاء درس قبل الجمعة، لكن لو علم له أحد لا ينكر عليه، نعم.

يقول السائل: ما حكم تلقين القرآن جماعة للصغار أو لكبار السن على الطريقة المغربية بصوت واحد؟ 

على طريقة التعليم لا بأس بالقراءة الجماعية للطلاب لأجل تعليمهم الآية أو السورة، لأن كون المدرس يدرس كل واحد على حدا ويلقن كل واحد على حدا يشق عليه، فإذا كانت قراءتهم متحدة لسورة واحدة أو آيات واحدة، فمن الأسهل أن يلقنهم جميعاً ويقرأون جميعاً لأجل التعلم، نعم. 

يقول السائل حلفت كذباً على عمل معين إذا عملت خلافه ثم استغفرت الله وتبت إليه وصمت ثلاثة أيام، سؤالي هل عليَّ شيء آخر وخاصة أني أريد الحج إن شاء الله؟  

إذا حلفت أن لا تفعل شيئاً ثم فعلته فإنه تجب عليك الكفارة، والكفارة فيها تخيير وفيها ترتيب، تخيير بين ثلاثة أشياء وهي: عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوة عشرة مساكين، هذه على التخيير أي واحدة فعلتها تكفي، فإذا لم تجد لا إطعام ولا كسوة ولا عتق فإنك تصوم ثلاثة أيام، لقوله تعالى {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}[المائدة،89]، هذا على التخيير لأن أو هنا للتخيير، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، (من لم يجد) وليس صيام على طول وأنت تقدر على الإطعام أو على الكسوة أو على العتق ، صيام مرحله أخيرة إذا لم تجد شيئاً من هذه الثلاث فإنك تصوم ثلاثة أيام، ولا مانع من الحج، تكفر عن يمينك وتحج فلا يوجد مانع، نعم.

يقول السائل: ما حكم من سرق متاع غيره وهو يعرفه، ثم أراد التوبة إلى الله ولم يجد ذلك الشخص المعين حتى يرد له متاعه، ماذا يصنع في هذه الحالة؟ 

مادام أنه يعرفه فلابد من رد حقه عليه، وإذا لم يعرفه الآن، يعني ما أهتدى إليه الآن، ما وجده فإنه ينتظر إلى أن يأتي أو يجده ثم يدفع إليه ماله أو يطلب منه المسامحة، نعم. 

هذه السائلة تقول: أنا سيدة أعمل كوافيرة أي قص شعر مع تزيين العرائس للسيدات فقط، فما حكم ذلك؟ مع العلم أن دخل زوجي الشهري لا يكفي لإعالة الأطفال أرجو أن يكون الرد خطياً وشكراً.

أنصحك ألا تعملي هذا العمل، عمل الكوافيرة لأنه يكون فيه أشياء محرمة، وأشياء منكر وأغلب الناس لا يريدون الشيء المباح إنما يريدون الشيء الممنوع، فأنصحك أن تترك هذه المهنة (هذه الحرفة)، وأن تطلب الرزق بغيرها، نعم.

يقول السائل: كيف بمن يعمل في بلاد الكفر في فندق فيه الحلال والحرام وهو مواظبٌ على الصلوات الخمس، هل هذا العمل جائز؟ وهل أجرته حلال أم حرام؟

الفندق الذي فيه حرام، فيه إدارة خمر وفيه عمل المعاصي، لا يجوز لك أن تعمل فيه، لأن هذه منكرات وأنت تحضُرها، ولا تستطيع الإنكار فأعتزل هذا الفندق إلى عمل آخر، اطلب الرزق في غيره والله ما حصر الرزق في هذا الفندق، الأرزاق كثيرة {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق،3،2]، أبواب الرزق كثيرة ولله الحمد، نعم.

يقول السائل: ما حكم من نسي حلق شعره في العمرة ولبس ثيابه، ما يصنع في هذه الحالة؟ مع العلم أنه أخطأ في ذلك.

لم تكتمل عمرته إلى الآن، باقي عليه الحلق وهو نُسك من مناسك العمرة، فعليه أن يعيد ملابس الإحرام عليه، لأنه مازال محرماً ولبسه المخيط غلط، لأنه لم يكمل العمرة، فيعيد ملابس الإحرام ويحلق رأسه وهو بإحرامه، ثم بعد ذلك يتحلل من الإحرام، لأنها كملت عمرته، نعم.

يقول السائل: حصل حادث بسيارتي وقد توفي شخصٌ كان معي بالسيارة، فما الحكم؟

هذا يرجع إلى سبب الحادث، إن كان الحادث من غير تفريط منك لا شيء عليك، أما إذا كنت أنت مفرِّط ومتسبب في الحادث، عليك الدية وعليك الكفارة، الدية على العاقلة (أي عصابتك وقرابتك)، وأنت عليك الكفارة وهي: عتق رقبة فإن لم تجد، فصيام شهرين متتابعين إذا كنت مداناً في الحادث ولو بنسبة واحد في المائة، عليك الكفارة، نعم. 

يقول السائل: أنا شاب أجلس مع شبابٍ لا يصومون ويفطروا أمامي، وأنصحهم على ذلك ولم يستجيبوا، ماذا أفعل معهم أتركهم أن أصاحبهم؟ 

لا تصاحبهم، الواجب عليك مفارقته والابتعاد عنهم، لأنهم قرناء سوء وجلساء سوء، فلا تجلس معهم ولا تصاحبهم، واعتزلهم وابتعد عنهم، نعم.

يقول السائل: بعض الأشخاص يفرِّقون بين المنهج والعقيدة، فيقولون إن صحة المنهج تستلزم صحة العقيدة، وإن صحة العقيدة لا تستلزم صحة المنهج، هل هذا القول صحيح؟ 

ما هو بصحيح، العقيدة والمنهج سواء، إذا صحت العقيدة صح المنهج، وإذا فسدت العقيدة فسد المنهج، فلا فرق بينهما أبداً، ومن يفرق بينهما غلطان وما هو بصحيح، العقيدة هي أصل المنهج وهي أساس المنهج، فإذا كانت العقيدة صحيحة صار المنهج صحيحاً، لأنه مبني على أساس صحيح، وإذا كانت العقيدة فاسدة فإن المنهج يكون فاسداً لأن أساسه فاسد وما كان أساسه فاسد فهو فاسد، نعم. 

يقول السائل: والدي متوفى ولديه سبعة أولاد، هل الزكاة تخرجها لنا الوالدة أم أخي الكبير؟ 

يخرجها الولي، الذي يتولى تركة الميت بعده هو الذي يخرج الزكاة نيابة عن الورثة، إلا من كان منهم بالغاً عاقلاً رشيداً، فإنه يزكِّي نصيبه من التركة هو، أما القصَّار الصغار فيزكِّي عنهم وليهم، الوكيل عليهم يزكِّي عنهم، لأنه يقوم مقامهم، نعم. 

يقول السائل: ما هي السمسرة الموجودة في التجارة؟ أو ما معنى السمسرة الموجودة في التجارة؟ وما رأي فضيلتكم فيها؟

السمسرة الدلَّال الذي يتوسط بين البائع والمشتري، الذي يتوسط بين البائع والمشتري هو السمسار يسمى الدلَّال هذا هو السمسار(الواسطة)، ولا بأس بها إذا لم تتضمن الكذب والغش فإنها لا بأس بها، لأن الناس يحتاجون إليها فلا بأس إن الإنسان يشتغل سمساراً بين الباعة والمشترين، بشرط أن لا يغش ولا يكذب ولا يأخذ شيء من حقوق الناس ولا يبيع، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يبع حاضر لباد"، ما يقول للذين جاؤوا معهم سلع تعالوا واعطوني السلع أبيعها لكم عليك أنتم ما تعرفون، لا يجوز هذا، خليهم هم يبيعون عشان الناس وأهل السوق يستفيدون من رخصها، إلا إذا قصدوه وقالوا له، يا فلان بع لنا هذه السلع،  إذا قصدوه هم وأعطوه إياه، لا بأس أن يكون سمساراً لهم، أما إنه يروح لهم ويقول أنا بصير سمسار لكم، أنتم ما تعرفون السوق، هذا لا يجوز قال صلى الله عليه وسلم: "ولا يبيع حاضر لباد" (قيل ابن عباس أو لراوي الحديث: وما معناه؟ قال: لا يكون له سمساراً)، نعم.

يقول السائل: جاء في الحديث ما معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقيم الرجل الرجل من مكانه ثم يجلس فيه، هل إذا قام أحدنا لرجل كبير في السن يدخل في هذا الحديث؟ وما معنى الحديث؟

الحديث واضح كما هو من لفظه، لا يقيم أي لا تيجي وتوخر واحد، وتجلس في مكانه، إلا إذا قام هو من نفسه وآثارك بمكانه فلا بأس أن تجلس فيه، وأما أنت تقيمه وهو لم يرضى ولم يسمح، وأنت تقيمه من مكانه هذا لا يجوز، بل كان بن عمر رضي الله عنه إذا قام له أحد باختياره ما يجلس في مكانه تورعاً منه رضي الله عنه، فكيف بالذي يقيم الناس من أمكنتهم ويجلس في مكانهم، إلا إذا كان هذا الشخص الذي أقمته خادماً لك أو ابناً لك، قدمته يحجز لك المكان فلا بأس، أما أنك تجد واحد من الناس جالس في المسجد أو في مجلس وتقييمه بزعمك أنك أنت مقدم...

 

شارك

التعليقات

سامح فاروق محمد
منذ 3 سنوات

ماشاء، الله عمل ممتاز جدا وفقكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين