سيرة ذاتية – في موكب الدعوة -12-كلمة الشيخ صالح الفوزان التوجيهية للمرأة المسلمة|صالح الفوزان

استمع على الموقع

إقرأ

سيرة ذاتية – في موكب الدعوة -12- (كلمة الشيخ صالح الفوزان التوجيهية للمرأة المسلمة)

- الشيخ صالح الفوزان-

بسم الله الرحمن الرحيم، المكتب الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، حلقات تُبث في إذاعة القرآن الكريم:

"في موكب الدعوة"

: شيخ صالح حفظكم الله المرأة المسلمة في ذلك الوقت تواجه العديد من السهام المسمومة التي تحاول المساس بكرامتها وعفتها وإبعادها عن الطريق السوي والصحيح.

المرأة المسلمة أعتقد أنها من أحوج الناس إلى أن تستمع إلى كلمة من فضيلة الشيخ صالح الفوزان في هذه المناسبة.

: المرأة المسلمة لا شك أن لها مكانة عظيمة في الإسلام وفي التربية والتوجيه، وفي القيام بعبء من أعباء الحياة؛ فالمرأة عون للرجل، الرجل لا يستطيع الاستقلال بنفسه و(؟؟1:5) إلا بجانبه المرأة، تقوم بدورها وبهمته منذ أن خلق الله آدم -عليه السلام- خلق منه زوجه {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ} [الأعراف: 189]

لاحظ قوله {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]، يحصل بينهم السكن، قال -جل وعلا- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]

ومن أعظم فوائد المرأة بجانب الرجل حصول السكن بين الزوجين.

 السكن يعني السكينة والطمأنينة بأن يطمئن كل منهما إلى الآخر، فهما شريكان يؤسسان شركة عظيمة وهي البيت المسلم الذي ينشأ عنه جيل والأجيال المسلمة، فالرجل يكتسب ويكد ويكدح ويسافر، ويتعرض للأخطار في طلب العيش، والمرأة في البيت تربي وتصلح أعمال البيت وتحفظ البيت حتى يأتي صاحبه، تربي الأولاد وترعاهم وإذا جاء الزوج متعبًا ومثقلًا بالأعمال وجد أمامه الزوجة التي يسكن إليها والتي هيأت له الراحة، وهيأت له ما يحتاج إليه، حصل التعاون بين الرجل والمرأة، وأيضًا الأولاد يحصلون بين الرجل والمرأة من الذي يتولاهم؟ الرجل يسافر في طلب الرزق ويغيب المدة الطويلة، من الذي يتولى هؤلاء الأطفال إلا المرأة، إلا أمهم التي تربيهم وتقوم عليهم وتسد غيبة والدهم؟ ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: " والمرأة راعية في بيت زوجها مسؤولة عن رعيتها."، مسؤولة عن بيت الزوج، ومن فيه من الذرية، هي المسؤولة عن ذلك، هي عليها مسؤولية عظيمة، ولها مكانة عظيم إذا أطاعت زوجها وصلت فرضها وأطاعت ربها، دخلت جنة ربها.

فهي عليها مسؤولية عظيمة، وهي تؤدي دورًا مهمًا في المجتمع، ولها أجر عظيم إذا قامت بوظيفتها في الحياة، أما إذا ضيَّعت وظيفتها وخرجت إلى عمل غير عملها فإنها مسؤولة أمام الله، ضيعت رعيتها، هي راعية ومسؤولة عن رعيتها سيسألها الله يوم القيامة عن هذه الرعية التي ضيعتها وخرجت لطلب الأعمال هنا وهناك، ضيَّعت عمل البيت، المرأة لا شك أن لها دور عظيم، وأنها هي الأم وهي الزوجة وهي القريبة وهي محل الأمانة ومحل النصح في غياب الزوج، وحتى في حضرة الزوج هناك أعمال لا يقوم بها الزوج ولا يدري عنها، فهي من عمل المرأة، فمهمتها عظيمة، وأعداء الإسلام يحاولون أن يصرفوا المرأة عن ما هُيأت له، وأن يُلوها مهمة غير مهمتها، وبهذا يخصل الفساد في المجتمع والنكسة العظيمة، فالمرأة إذا خرجت عن قومها وتوَّلت عملًا غير عملها هي أولًا لا تُنتج في هذا العمل كما ينبغي، وثانيًا لا هي تُضَيِّع مسؤوليتها ورعايتها المُسترعاة عليها أمام الله -سبحانه وتعالى- وبالتالي يضيع المجتمع؛ لأن المجتمع بأثرة وببيوته فإذا ضاعت البيوت والأسر ضاع المجتمع كله، وهذا ما يريده أعداء الإسلام، يريدون أن يتخذوا من المرأة سلاحًا يطعنون به المسلمين وهم لا يشعرون بحجة: تثقيف المرأة، تعليم المرأة، أن المرأة قرينة الرجل، أن، أن ...إلخ.

نعم، نحن نقول المرأة قرينة الرجل، والمرأة لا شك أنها إنسان وأن لها كرامة وأن لها احترامها، وأن لها أعمالها الخاصة بها هلا لا شك فيه.

وإذا ضيَّعت هذه المهمات خسرنا نصف المجتمع كما نقول، أما إذا أخرجناها من بيتها ووليناها عملًا غير عملها هنا ضاع المجتمع كله، فيجب التنبؤ لهذه الدعايات المغربة، وهذه الأفكار الخبيثة التي تريد إفساد المسلمين بسلاح المرأة.

: أحسنتم شيخ صالح حفظكم الله.

 

شارك