سيرة ذاتية – في موكب الدعوة -10-أهمية مشاركة العلماء وطلبة العلم في وسائل الإعلام|صالح الفوزان

استمع على الموقع

إقرأ

سيرة ذاتية – في موكب الدعوة -10-أهمية مشاركة العلماء وطلبة العلم في وسائل الإعلام

- الشيخ صالح الفوزان-

بسم الله الرحمن الرحيم، المكتب الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، حلقات تُبث في إذاعة القرآن الكريم:

"في موكب الدعوة"

: شيخ صالح لا شك أهمية أن الإعلام له دور مهم في توجيه الناس والتأثير عليهم سلبًا وإيجابًا، كيف ترون أهمية المشاركة من قِبل طلبة العلم والعلماء في وسائل الإعلام لاسيما في هذا الوقت الذي يُسمى عصر الإعلامي فحسب؟

: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلا شك أن توجيه الأمة في العصر الحاضر أهم ما يتولاه الجهتان، الجهة الأولى: جهة التعليم، والجهة الثانية جهة الإعلام، فالواجب على هاتين الجهتين أن يعرف كل منهما مسؤوليته وتأثيره على مجتمع المسلمين.

فعلى جهة التعليم أن تتقي الله -سبحانه وتعالى- وأن توجه شباب المسلمين وأبناء المسلمين إلى ما فيه صلاحهم وصلاح مجتمعهم، وأن يعتنوا بتوجيههم الوِجهة السليمة في عقيدتهم، وفي عبادتهم، وفي معاملاتهم، وفي أخلاقهم، وذلك بالمحافظة على المناهج المستقيمة التي وضعها أهل العلم واستمرت سنين طويلة وهي يُستفاد منها في مجال التعليم.

على المسؤولين على التعليم أن يحافظوا على هذه المناهج السليمة التي وضعها أهل العلم والخبرة ليستمر العطاء النافع، والعطاء الخيِّر.

والناحية الثانية جهة الإعلام، والإعلام أيضًا أهم من ناحية، التعليم أهم من ناحية أنه يُركز في الشباب ويُركز في الناشئة المعلومات الصحيحة ويحذرهم من المعلومات الخاطئة والمعلومات السيئة فهو لجهة خاصة من الناس، وهم الشباب.

أما الإعلام فهو أهم من ناحية أنه شامل للشباب ولغيرهم، وللحاضرة وللبادية؛ ولأنه يدخل في البيوت، ويدخل في الدكاكين، ويدخل في المراكب البرية والبحرية والجوية، يصاحب الإنسان نعه في كل حياته حتى على فراشه، فالإعلام هيئة مهمة تنفذ إلى البيوت وإلى أي مكان، تصاحب الناس الذكور والإناث، الكبار والصغار، والحاضرة والبادية؛ فعلى المتولين من ناحية الإعلام أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وأن يمحصوا مناهج، أو برامج، يُمحصوا برامج الإعلام ويجعلوها ويوظفوها في ما هو نافع ومفيد للناس في دينهم ودنياهم، وأن يجنبوا برامج الإعلام ما هو سيء، وما هو منحرف، وما هو مضيعة للوقت؛ فإن الإعلام إذا صلُح وجه الأمة خير وجه، وإذا حصل فيه خلل حصل الخلل على جميع الناس، ويتولى كبر الاثم في ذلك من يقومون على وسائل الإعلام؛ لأنهم هم المسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته." فلا شك أن القائمين على الإعلام أنهم رعاة على ما استرعاهم الله عليه، وأنهم سيُسألون يوم القيامة.

فالإعلام إذا وُجه وِجهة سليمة صار أداة نافعة وأداة مفيدة، وإذا وُجه توجيهًا سيئًا امتدَّ ضرره على جميع الناس.

وأما العلماء والدعاة إلى الله عز وجل فيجب عليهم الدخول في هذا المجال، يجب عليهم الدخول في برامج، في البرامج الإعلامية، وأن يُشاركوا فيها؛ لأنها وسيلة عظيمة من وسائل الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- فعليهم أن ينتهزوا هذه الفرصة، وأن لا يتركوها لغيرهم، بل هم ينتهزون الفرصة ويدخلون في هذا المجال ويُشاركون فيه بأكبر إسهام ممكن؛ ليُحصل بذلك النفع للمسلمين في تعليمهم، في إفتائهم والإجابة عن مشكلاتهم، في توجيههم لما فيه صلاحهم وصلاح الدين، في تحذيرهم، في تحذيرهم من الشرور ومن الفتن الزاحفة والدعايات المضللة، فإن هذا مجال أهل العلم، ومجال أهل الدعوة.

: أحسنتم أثابكم الله شيخ صالح.

 

شارك