2 من 23|تعليقات على شرح العقيدة الطحاوية|معرفة الحق|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

بسم الله الرحمن الرحيم

المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور: صالح بن فوزان الفوزان، التعليق على شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.

الدرس الثاني: معرفة الحق

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد، قال المؤلف رحمه الله تعالى: "وينبغي أن يُعرف أن عامة من ضَلّ في هذا الباب، أو عجز فيه عن معرفة الحق فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول، وترك النظر والاستدلال الموصل إلى معرفته"

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. يقول رحمه الله: إنّ سبب ضلال مَن ضلَّ في هذا الباب، أي باب العقيدة، هو أنه لم ينظر في كتاب الله عز وجل وفي سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما اعتمد على أقوال المُتكلّمين والمنَاطقة (أصحاب المنطق)، الذين يبنون عقيدتهم على العقليات، ولا يبنونه على الكتاب والسنة، فلذلك ضلّوا، ضلّت المعتزلة، ضلّت الجهمية، ضلّت الخوارج، ضلّ مَن ضلّ من الطوائف بسبب أنّهم لم يأخذوا عقيدتهم من الكتاب والسنّة وما عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومَن جاء بعدهم، هذا هو السبب الذي أوقعهم في اختلال عقيدتهم لأنهم بنوها على علم الكلام وعلم المنطق (المقدمات والنتائج وما أشبه ذلك)، ولم يبنوها على كتاب الله وسنة رسوله وما عليه سلف هذه الأمة الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خذلهم ولا من خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ تبارك وتعالى"، هذا هو المنهج السليم والصراط المستقيم.

نعم، وينبغي أن يُعرف أن عامة مَن ضلّ في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق، فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول.

فرَّط في اتباع ما جاء به الرسول، حصل عليه هذا الخلل في عقيدته، ولو أنه لم يفرط فيما جاء به الرسول، واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم بما جاء به، ودعا إليه، وأرشد إليه، لما حصل له هذا الضلال، الله جل وعلا قال:
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153]، الله جل وعلا قال في سورة الفاتحة التي نقرأها في كل ركعة من صلاتنا، قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] هذا دعاء، {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} معتدل، {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] من هم الذين الذين أنعم الله عليهم؟ جاء البيان في آية أخرى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا * ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا} [النساء: 69-70]، نعم"، فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول وترك النظر والاستدلال الموصل إلى معرفته، فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلوا، كما قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ} [طه: 123-12]، نعم، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} يعني عن القرآن وراح إلى علم المنطق وعلم الكلام وعلم الجدل وأعرض عن القرآن الكريم {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} قالوا هذا عذاب القبر، يعذب في قبره، {وَنَحْشُرُهُ} إذا بُعث يوم القيامة من قبره يُحشر أعمى لا يُبصر، يستغرب فيسأل ربه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} يعني في الدنيا {قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} بيّن له السبب، {آيَاتُنَا} القرآن الكريم، {فَنَسِيتَهَا} لم تعمل بها ولم تستدل بها، {وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ} لأن الجزاء من جنس العمل، وهذا من باب المقابلة،  {وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ} كما قال الله جل وعلا: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة:67]، والله لا ينسى سبحانه ولكن هذه عقوبة لهم، ومعنى نسيهم يعني تركهم في العذاب، هذا نسيانهم، نعم، {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} [طه: 123]، لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} وهو القرآن، {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} هذا في القبر، {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} لا يبصر، {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا}، أعرضت عنها، {وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ}، الجزاء من جنس العمل، {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} تركهم في العذاب سبحانه وتعالى، نعم"

قال بن عباس رضي الله عنهما: تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ثم قرأ هذه الآية: "نعم، {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} تكفل الله له بذلك، لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، تكفل الله له بذلك إذا اتبع الكتاب والسنّة، فلا يضل ولا يشقى، {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} نعم"، تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ، ثم قرأ هذه الآية، وكما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن علي رضي الله عنه، قالفي آية البقرة: {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38]، وفي الآية التي معنا: {فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ}، هذه نتائج التمسك بكتاب الله سبحانه وتعالى"، وكما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن علي رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّها سَتَكُونُ فِتَنٌ، قلت:" إنها ستكون فتن، هذه أخبار من الرسول صلى الله عليه وسلم أنها ستكون فتن، والفتنة هي الابتلاء والاختبار الذي يجري على الناس في أمور دينهم وفي دنياهم، نعم"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّها سَتَكُونُ فِتَنٌ، فَقلت: مَا المَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ الله؟ "المخرج من هذه الفتن والسلامة منها، كيف تَسلم من هذه الفتن؟ الرسول أخبر الناس أنها تقع، لكن كيف تَسلم منها؟ سأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "مَا المَخْرَجُ مِنْهَا -يَا رَسُولَ الله-؟ قالَ: كِتَابُ الله"  المخرج منها كتاب الله، القرآن والسنة، تتّبع الكتاب والسنة تخرُج من الفتن، "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم"  نبأ ما قبلكم من الأمم السابقة، الله قصَّ علينا في القرآن ما حصل للأمم السابقة، التي عَصَتِ الرُسل وكفرت بالله، ماذا حصل لها،" نَبَأُ مَا كان قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ"  مما يأتي في آخر الزمان، وبيّن لنا هذا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، نعم"،  "كِتَابُ الله، فِيهِ نَبَأُ مَا كان قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ "حكم ما بينكم من خصومات والمنازعات {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى: 10]، {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ}، مهما كان هذا الاختلاف، {مِن شَيْءٍ} في أي شيء، في العقيدة، في أمور المعاملات، في أمور العبادات، في أمور العقيدة، {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} ترجعونه إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يقال ما يقوله المغرورون والمخدوعون، الدين في المساجد، وأما الدنيا أنتم أبصر بأمور دنياكم، يقولوا الدين في المسجد فقط، وأما المعاملات يرجع بها إلى القوانين الوضعية وإلى آراء الرجال وإلى وإلى"، "وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ"، {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ  * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق: 13-14]، جد، القرآن فصل، هو ليس هزلٌ، وإنما هو جد في جد"، "مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبّارٍ قَصَمَهُ الله": "نعم، من تركه من جبار فحكَّم غيره وتمسك بغيره، قصمه الله، أين الجبابرة، أين الملوك والسلاطين، أين هم؟ قصمهم الله سبحانه وتعالى، نعم"، "وَمَنْ ابَتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلّهُ الله": "من ابتغى الهدى في غير القرآن والسنة أضله الله، الذي يبتغي من وراء قواعد المنطق وعلم الكلام، وقول فلان وعلان، فإن الله جل وعلا يُضله، نعم"، "وَهُوَ حَبْلُ الله المَتِينُ": "وهو حبل الله المتين، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103] حبل الله هو القرآن، وقيل هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والكل حق، القرآن حبل الله والرسول صلى الله عليه وسلم. حبل الله، تمسك به إذا كنت تريد النجاة، أنت إذا وقعت في مغرق وفي لُجة مياه تغرق، ما معك إلا حبل، إن تمسكت به نجوت من هذا الغرق، وإن أطلقته أو انطلق منك هلكت وغرقت، هكذا نحن في هذه الدنيا ، معنى هذا الحبل كتاب الله سبحانه وتعالى، تمسكنا به نجونا، وإلا غرقنا وهلكنا، نعم"، "وَهُوَ الذّكْرُ الْحَكِيمُ": "نعم، القرآن هو الذكر الحكيم، الله سمّاه، سمّاه ذكراَ والحكيم والكريم، نعم"، "وَهُوَ الصّرَاطُ المُسْتَقِيمُ ": "طريق، الصراط هو الطريق، المستقيم يعني المعتدل، وما سِوِاه من الطرق هذه ما يقال لها صراط، هذه طرق وسبل تُنسب إلى مَن أحدثوها، أما هذا الصراط فيُنسب إلى الله عز وجل، صراط الله، {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} [الشورى: 52-53]، الله ما تركنا في متاهة، ما تركنا لقول فلان وعلان، بل أنزل علينا هذا القرآن وهذه السنة النبوية، هي سبيل النجاة، إن تمسكنا بهما نجونا وإلا هلكنا في مَن هلك، نعم"، "هُوَ الّذِي لاَ تَزِيعُ بِهِ الأَهْوَاءُ ": "نعم، لا تزيغ به الأهواء، الهوى الذي يتّبع ما أنزل الله هذا يهتدي، والهوى الذي يتّبع غير ما أنزل الله هذا لا يهلك، نعم"، "وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الالْسِنَةُ ": "الله جل وعلا يقول: {اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم} [محمد: 14]، تركوا ما أوحى واتبعوا أهواءهم، هلكوا والعياذ بالله، نعم"، ""وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الالْسِنَةُ ":  "نعم، وهو واضح مهما قرأته فهو القرآن، يقرأه الأعجمي ويقرأه العربي، يقرأه الجن والإنس، هو كلام الله عز وجل، نعم"، "وَلاَ تَنْقَضَي عَجَائِبُهُ": "ما تنقضي عجائب القرآن، من تدبّر القرآن وتأمّل، ما ينتهي من عجائب القرآن، كله عجائب، من كلام رب العالمين كامل، كلام كامل تام، لا نقص فيه، نعم"، "وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ": "لا يشبع منه العلماء خاصة، هم الذين لا يشبعون منه، فدائماً يتأملون ويتدبرون، ولا تنتهي فوائد القرآن، وهم لا يقطعون البحث مع هذا القرآن، بل يستمرون على ذلك لأنهم في نعيم وفي سرور، فهم لا يتركون القرآن ويقولون خلاص اكتفينا، لا بل يتمسكون بالقرآن دائماً، هذا لمن يريد النجاة في نفسه ولغيره، نعم"، "مَنْ قالَ بِهِ صَدَقَ": " من قال بالقرآن، استدل بالقرآن صدق، نعم"، "وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ": "ومن عمل بالقرآن أُجِر، أثابه الله، الأجر هو الثواب، نعم"، "وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ": " ومن حكم به بين الناس في عقائدهم وفي منازعاتهم وخصوماتهم، مَن حكم بالقرآن عَدَل، ومَن حكم بغير القرآن ضلّ وجار وظلم، نعم"، "وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ": "من دعا إلى القرآن هداه الله سبحانه إلى صراط مستقيم طريق معتدل، نعم"، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على مثل هذا المعنى: "نعم ، على أن القرآن هو سبيل النجاة، ويَتبَع القرآن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها مبيِّنة ومفسِّرة للقرآن، نعم"، ولا يقبل الله من الأولين والآخرين دين يدينونه إلا أن يكون موافق لدينه الذي شرَعه على ألسنة رُسله عليهم السلام: "ما يقبل الله أي دين وعبادة مهما كلفوا أنفسهم فيها وحسنوها، ما دامت هذه العبادة وهذا الدين لم يؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الله لا يقبل مَن هو ضلال وانحراف، نعم " ولقد نزّه الله تعالى نفسه عما يصفه به العباد إلا ما وصفه به المرسلون، لقوله سبحانه: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180-182] : {سُبْحَانَ رَبِّكَ} هذا تنزيه لله، لأن التسبيح معناه التنزيه، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ} القوة والمنعة، {رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}، عمّا يصفه به أهل الضلال والانحراف، يصفون الله بأوصاف من عندهم، ولا يصفونه بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، الله لا يُوصف إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، نعم"، {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}: سلم الله على المرسلين بسلامة ما قالوه من العيب والنقص، نعم"، {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: الحمد لله رب العالمين، ختم الله هذه السورة بالحمد لله رب العالمين، الله بدأ الخلق بالحمد لله رب العالمين، وختم الخلق بالحمد لله رب العالمين، بدأ الخلق {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: 1]، {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ} [فاطر: 1]، فهذا هو المنهج السليم، الحمد لله لرب العالمين وسلام على المرسلين الذين وصفوا الله بما يليق به سبحانه وتعالى، ونزّهوه عمّا لا يليق به، والحمد لله رب العالمين، ختم الخلق والحمد لله رب العالمين كما في الآية الأخرى: {وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75]، فبدأ الخلق بالحمد لله رب العالمين وختمه بالحمد لله رب العالمين، هو المحمود سبحانه على نعمه الظاهرة والباطنة، نعم،  ومن نعمه الوحي المنزَّل على النبي المرسل، هذا من أكبر نعم الله عز وجل، يُحمد ويُشكر على ذلك سبحانه وتعالى، نعم"، فنزّه نفسه سبحانه عمّا يصفه به الكافرون: "نزّه سبح، سبحان الله، تسبيح تنزيه، عمّا يصفون ،من هم؟ الكافرون، الذين وصفوا الله جل وعلا بما لا يليق به، نعم"، ثمّ سلم على المرسلين بسلامة ما وصفوه ما النقائص والعيوب، ثم حَمِد نفسه على تفرّده بالأوصاف التي يستحقّ عليها كمال الحمد: "نعم، حمد نفسه على أفعاله سبحانه التي كلها حق وصواب وعدل، يُحمَد عليه سبحانه وتعالى، نعم"، ومضى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، خير القرون وهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان: "نعم هذا سبيل النجاة، أنك تكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده، هذا سبيل النجاة، {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا} [النساء: 69-70]، يكون رفيقك هؤلاء هذا هو سبيل النجاة، يكون رفيقك إبليس وأعوانه وأهل الضلال والكفر هذا هو الخسران المبين، نعم"، ومضى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، خير القرون وهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان: "مضى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وهم خير القرون، ثم من بعدهم التابعون لهم بإحسان، الذين اتبعوهم بإحسان، يعني بإتقان، ما هو انتساب فقط، بل بمعرفة وعمل، الانتساب وحده لا يكفي، لا بدّ أن تُحسِن بأن تعرف ما هم عليه وتسير على منهجهم، نعم"، يوصي به الأول الآخر: " نعم، {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3]، يُوصي به الأول الآخر الذي يأتي بعده"، ويقتدي فيه اللاحق بالسابق، وهم في ذلك كله بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم مُقتدون، وعلى منهجه سالكون، كما قال تعالى في كتابه العزيز: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِ} [يوسف: 108] : هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يأمره الله، ويقول له قل للناس هذه سبيلي أي طريقتي التي أسير عيها، ما هي؟ أدعو إلى الله، لا أدعو إلى نفسي، ولا أدعو إلى مذهبي، أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعو إلى الله، هذا فيه الإخلاص في الدعوة، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، هذا فيه الإخلاص في الدعوة، لأن من الناس مَن يدعو إلى نفسه ولا يدعو إلى الله نعم"، {عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِ} "على بصيرة يعني على علم، البصيرة هي العلم، {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَن}، يكون على بصيرة، من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يكون على بصيرة، على علم، على منهج سليم، نعم"،  فإن كان قوله ومن اتبعني معطوفاً على الضمير في أدعو فهو دليل على أن أتباعَهُ هم الدعاة إلى الله وإن كان معطوفاً على الضمير المُنفصل، فهو صريحاَ أنّ أتباعه هم أهل البصيرة بما جاء به دون غيرهم، وكِلا المعنيين حق: "نعم، كلا المعنيين حق"، وقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين وأوضح الحجة للمستبصرين: " بلا شك أنه ما تُوفي الرسول صلى الله عليه وسلم إلا وقد بلغ البلاغ المبين واستشهد ربه في عرفة، وهو يخطُب في عرفة:  فقال لأصحابه: "أَلاَ قد بَلَّغْتُ"، قالوا: "نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ"، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إلى الله: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ"، ما عاش بعد هذا إلا شهرين وبضعة عشر يوماً، وتوفي عليه الصلاة والسلام، نعم"، وقد بلّغ الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين وأوضح الحجّة للمستبصرين، وسلك سبيله خير القرون: "من هم خير القرون؟ الصحابة، وهم خير القرون، ثم الذين يلونهم وهم التابعون، ثم الذين يلونهم وهم أتباع التابعين، قال صلى الله عليه وسلم: "خيرُ القرونِ قرْني، ثمَّ الَّذين يلونَهم، ثمَّ الَّذين يلونَهم "، قال الراوي لا أدري، ذَكَرَ بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، هذه تسمى القرون المفضلة، نعم"، ثم خلف من بعدهم خلف اتبعوا أهواءهم وافترقوا: " نعم، اتبعوا أهواءهم، بدل ما يتبعون القرآن والسنة، اتبعوا أهواءهم، وقول فلان وفلان، فضلّوا وأضلوا، لما تركوا الكتاب والسنة، وعقلوا بأقوال الناس ضلّوا وأضلّوا، نعم"، ثم خلف من بعدهم خلف اتبعوا أهواءهم وافترقوا فأقام الله لهذه الأمة من يحفظ عليها أصول دينها: "من رحمته سبحانه أنه لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، إلى أن يأتي أمر الله تبارك وتعالى إلى آخر الزمان لأجل أن تبقى حجة الله قائمة على خلقة، ولا تندرس، يقول إليها من يدعو إليها، لكن هذا سَيُعاد وسَيُجهّل ويُقف في طريقه، لكن يصبر على ذلك، لا يضرّهم مَن خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى، وهم سيخذلون ويخالفون لكن ما يضرهم هذا، ما يحرِفهم على ما هم عليه من الحق، يصبرون، نعم"، فأقام الله لهذه الأمة من يحفظ عليها أصول دينها كما أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم بقوله: " لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي ظاهِرِينَ على الحقِّ ، لا يَضُرُّهم مَن خذلهم حتى يأتىَ أمرُ اللهِ "، وممّن قام بهذا الحق من علماء المسلمين، الإمام "أبو جعفر أحمد ابن محمد بن سلامة الأسدي الطحاوي" تغمّده الله برحمته: " صاحب هذه العقيدة التي هذا شرحها الإمام "الطحاوي" من علماء الحنفية رحمه الله، لكنه تمسك بالكتاب والسنة وله كتاب الكلام على مشكل الآثار، الآثار التي بينها تعارض أجاب عنها ووضحها وشرحها، مشكل الآثار، نعم شرح مشكل الآثار، كتاب للطحاوي، وبعضهم يقول معاني الآثار، نعم"، "الطحاوي" تغمّده الله برحمته بعد مئتين فإن مولده سنة تسع وثلاثين ومئتين، ووفاته سنة إحدى وعشرين وثلاثة مئة، "في وقت القرون المفضلة، "الطحاوي" نسبة إلى "طحى" قرية من قرى مصر، نعم"، فأخبر رحمه الله عمّا كان عليه السلف ونقل عن الإمام "أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي" وصاحبيه "أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الحمياري الأنصاري"، و"محمد بن الحسن الشيباني" رضي الله عنهم: " "أبو حنيفة" هو أقدم الأئمة الأربعة، لأنه عاصر التابعين، وقيل أنه عاصر متأخر الصحابة، فهو أقدم الأئمة الأربعة رحمه الله، نعم"، وصاحبيه "أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الحمياري الأنصاري"، و"محمد بن الحسن الشيباني" رضي الله عنهم: "هذا صاحبا أبو حنيفة، إذا قيل صاحبا "أبى حنيفة" فهما هذان، ولهم ثالث اسمه "زُفر بن الهُديل"، كلهم تلاميذ "لأبي حنيفة"."، ما كانوا يعتقدونه من أصول الدين ويدينون به رب العالمين، وكلما بَعُد العهد ظهرت البدع وكثُر التحريف الذي سماه أهله تأويلاً ليُقبل: "التحريف هم يسمونه تأويل، يقولون هذا تفسير للنصوص بيان لمعانيها، وهو تحريف وليس بيان لمعانيها، نعم"، وكلما بعد العهد ظهرت البدع وكُثر التحريف الذي سماه أهله تأويلا ليقبل، وقلّ مَن يهتدي إلى الفرق بين التحريف والتأويل: " ولكن الله يُقيد لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة مَن يجدّد لها دينها، يأتي المجددون، الذين يجددون هذا الدين وينفون عنه ما علق به من اللوثات والأفكار الضالة يجددونه، أول المجددين "عمر بن عبد العزيز" رحمه الله هو أول المجددين"، وقلّ مَن يهتدي إلى الفرق بين التحريف والتأويل إذ قد سمى صرف الكلام عن ظاهرة: " التأويل على قسمين، تأويل صحيح، وتأويل غير صحيح، وهو تحريف الكلام عن مدلوله، يسمونه تأويل وتحريف ما هو تأويل، نعم"،  وقلّ من يهتدي إلى الفرق بين التحريف والتأويل إذ قد سُمى صرف الكلام عن ظاهرة إلى معنى آخر يحتمله اللفظ في الجملة "تأويلاً": " التأويل هو حمل اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر غير ظاهر لدليل يدل على ذلك، إذا قام عليه دليل فلا بأس في هذا، أما تحريف من غير دليل فهذا لا يجوز، القصد أن اللفظ يحمل على ظاهره، هذا هو الأصل، قد لا يراد به غير ظاهره، هذا على قسمين ،إذا كان عليه دليل صَرف اللفظ عن ظاهره فهذا مقبول، أن كان لا دليل عليه فهذا تحريف وليس تأويل ولا يقبل، وهذا هو الغالب على أهل الضلال، نعم"، إذ قد سُمى صرف الكلام عن ظاهره إلى معنى آخر يحتمله اللفظ في الجملة تأويلاً وإن لم يكن تم قرينة توجب ذلك ومن هنا حصل الفساد: "نعم، إذا كان التأويل لا دليل عليه يحصل الفساد، وإذا كان لدليل يدل عليه فهذا صحيح، هذا تأويل مقبول"، فإذا سموه تأويل قُبل و راجع على من لا يهتدي إلى الفرق بينهما: "الذي لا يفرق بين التأويل الصحيح والتأويل الذي هو تحريف، قل من يهتدي للفرق بينهما، نعم"، فاحتاج المؤمنون بعد ذلك إلى إيضاح الأدلة ودفع الشبه الواردة عليها وكثُر الكلام والشغب، وسبب ذلك إصغائهم إلى شُبه المبطلين وخوضهم في الكلام المذموم الذي عابه السلف ونهو عن الكلام فيه والاشتغال به: " علم الكلام إلى هو علم المنطق، نعم"، وسبب ذلك إصغائهم إلى شُبه المبطلين وخوضهم في الكلام المذموم الذي عابه السلف ونهو عن الكلام فيه والاشتغال به والإصغاء إليه امتثال لأمر ربهم حيث قال: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام: 135]" يقول الإمام الشافعي رحمه الله: حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجليد والنعال، وأن يُطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من أعرض عن كتاب الله وسنة رسوله، نعم"، ونهو عن الكلام فيه والاشتغال به والإصغاء إليه امتثالاً لأمر ربهم حيث قال: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 135], فإن معنى الآية يشملهم: " نعم فإن كان هناك جماعة مجتمعون يحرفون كلام الله ويؤوّلونه على غير تأويله فلا تقعد معهم لأن الله نهاك عن ذلك، نعم"، وكل من التحريف والانحراف على مراتب، فقد يكون كُفر، وقد يكون فسق، وقد يكون معصية، وقد يكون خطأ، فالواجب في اتباع المرسلين واتباع ما أنزله الله عليهم وقد ختمهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم، فجعله آخر الأنبياء وجعل كتابه مهيمن على ما بين يديه من كتب السماء: " مهيمن يعني حاكم عليها، القرآن حاكم على ما سبقه من الكتب الإلهية، نعم "، وأنزل عليه الكتاب والحكمة: " الحكمة هي السنة، أنزل عليه الكتاب القرآن والحكمة هي السنة النبوية"، وجعل دعوته عامة لجميع الثقلين الجن والإنس: "هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن رسالته عامة، لجميع الثقلين الجن والإنس، لأن لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم، أما من قبله من الأنبياء كل نبي يُبعث إلى قومه خاصة، {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: 65]، {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [هود:61]، كل نبي يرسل إلى قومه خاصة، وأما هذا الرسول فإنه بعث إلى الناس كافة، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبإ: 28]، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ} [الأعراف: 158]، محمد صلى الله عليه وسلم هو الأمّي، لأنه لا يقرأ ولا يكتب ومع ذلك أنزل الله عليه القرآن الذي أعجز البلغاء والفصحاء والعلماء وهو أمّي، لأنه كلام رب العالمين، {النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158]" وجعل دعوته عامة لجميع الثقلين الجن والإنس باقية إلى يوم القيامة: "فهي عامة وهي أيضاً باقية لا تُنسخ إلى يوم القيامة إلى أن تقوم الساعة لا تُنسخ ولا تُبدل ولا تُغير، صالحة لكل زمان ومكان، شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم صالحة لكل زمان و لكل مكان إلى أن تقوم الساعة، نعم"، وانقطعت به حجة العباد على الله وقد بين الله به كل شيء" {أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 19]، نعم"، وقد بيّن الله به كل شيء وأكمل له ولأمّته الدين خبراً وأمراً: "نعم، خبر عمّا سبق وأمر بالتشريع و الحكم"، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: 115]، صدقاً في أخبارها وعدلاً في أحكامها، نعم"، وجعل طاعته طاعةً له ومعصيته معصيةً له، {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80]، جعل طاعته طاعةً له ومعصيته معصيةً له: " طاعته طاعةً لله، له يعني لله، من يُطع الرسول فقط أطاع الله"، ومعصيته معصيةً له: {وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}، الرسول عليه البلاغ، أما أنه يهدى الناس، لا، هذا إلى الله جل وعلا، {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56]وأقسم سبحانه بنفسه، أنهم لا يؤمنون حتى يحكموه في ما شجر بينهم، {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، وأخبرَ أن المنافقين يريدون أن يتحاكموا إلى غيره: "نعم، {يرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء: 60]، نعم" وأخبر أن المنافقين يريدون أن يتحاكموا إلى غيره وأنهم إذا دعوا إلى الله والرسول وهو الدعاء إلى كتاب الله وسنة رسوله صدّوا صدوداً: " في يهودي تخاصم مع منافق، قال اليهودي نحتكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، اليهودي قال نحتكم إلى محمد لعلمه أنه لا يأخذ الرشوى، قال المنافق نحتكم إلى عمر بن الخطاب، يعنى ما نروح للرسول، جاؤوا إلى عمر فذكر له اليهودي أنه طلب أن يتحاكموا إلى محمد وأن المنافق يقول نتحاكم إلى عمر، قال: أهكذا، قال: نعم، فاخترط عمر رضي الله عنه السيف فقتل المنافق"، وأنهم إذا دعوا إلى الله والرسول وهو الدعاء إلى كتاب الله وسنة رسوله صدّوا صدوداً، وأنهم يزعمون أنهم إنما أرادوا إحساناً وتوفيقا، وكما يقوله كثيراً من المتكلمة والمتفلسفة وغيرهم، إنما نريد أن نُحس الأشياء بحقيقتها: "نعم، علماء الكلام ومن جاء على منهجهم يحكمون غير الشريعة في المنازعات، و يقولون قصدنا الإصلاح، نصلح بين الناس، {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} [النساء: 62-64]، هذا في حياة الرسول يذهبون إليه يستغفر لهم، أما بعد موته لا أحد يذهب إلى قبره يقول يا رسول الله استغفر لي ما كان الصحابة يفعلون هذا، والآية إنما هي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، أهل الضلال أخذوها على عمومها بعد وفاة الرسول، صاروا يذهبون إلى القبر ويعتذرون ويطلبون من الرسول أن يسمح لهم ويطلبون منه أن يستغفر لهم وإلخ، نعم"، وكما يقوله كثيراً من المتكلمة والمتفلسفة وغيرهم، إنما نريد أن نحس الأشياء بحقيقتها أي ندركها ونعرفها ونريد التوفيق بين الدلائل التي يسمونها العقليات وهي في الحقيقة جهليات، وبين الدلائل النقلية المنقولة عن الرسول، أو نريد التوفيق بين الشريعة والفلسفة: " نعم، الآن يحاولون أن يوفقوا بين الشريعة والقانون، يقولون كله حكم بين الناس، نقول لا، نعم"، وكما يقوله كثيراً من المبتدعة ومن المتنسكة ومن المتصوفة، إنما نريد: " تحكيم الشريعة ليس القصد منه فقط العدل، القصد منه التعبد لله عز وجل، عبادة الله قبل مسألة العدل في الحكم، نعم"، وكما يقوله كثيراً من المبتدعة من المتنسكة ومن المتصوفة، إنما نريد الأعمال بالعمل الحسن والتوفيق بين الشريعة و بين ما يدعونه من الباطل الذي يُسمونه حقائق وهو جهل وضلال: "نقف عند هذا".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هناك من يدّعي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنه قد سأل النبي عليه الصلاة والسلام فأجابه عن أسألته، ثم طلب منه الرسول أن يكتب هذه الإجابة أو يكتب هذه الوصايا في ورقة ثم ينشرها، ما الموقف من هذه الأمور؟ "رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم، الرؤية صحيحة في المنام لا تكون إلّا لمن يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعرف صفات الرسول، لأن الشيطان لا يتمثّل للرسول صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقة، لكن من لا يعرف الرسول ولا صفات الرسول يجيه الشيطان يقول أنا الرسول، ويصدقه لأنه ما يعرف صفات الرسول ولا يفرّق بينه وبين غيره، فلا يجوز العمل برؤية الرسول إلا لمن يعرف صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الفارقة بينه و بين غيره، نعم" 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، في قوله عز وجل: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67] هل معنى صفة النسيان هنا أي تركهم؟ " نعم، تركهم في العذاب، ما نسيهم ذهل عنهم، لا الله منزّه عن الذهول، إنما النسيان هنا تركهم في العذاب، نعم" 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ "، يقول هذا على إطلاقة؟ "لا، ليس على إطلاقة، هذا في تلقيح النخل، وضع طلع الفحال في طلع الأنثى حتى يصلُح الثمر، هذا معناه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم مرة: " لا تُلقحوا النخل، إن شاء الله صَلُحت ولا حاجة"، فتركوا التلقيح فخربت النخيل، جاؤوا يشتكون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم"، الرسول ما جاء يُعلم الناس التلقيح ويعلمهم الصناعات والمهن والحرف، هذه إليهم هم يعرفونه، أما الوحي فهو خاص بالشرائع وفي علوم الغيب، وفي الأمور التي لا يعرفها البشر، أما المهن والحرف والطب والهندسة والزراعة وإلخ، هذه هم أعلم بها، الرسول ما جاء يعلم الناس هذه الأمور، نعم" 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا سائل من خارج هذه البلاد يقول، في بلدنا عندما ينتهي الناس من مجالسهم، فإنهم يختمون المجلس بقراءة هذه الآيات: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180-182]، فهل هذا الأمر مشروع؟ "لا، المشروع ما جاء بالحديث خاتمة المجلس: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ "، هذه كفارة المجلس، إن كان المجلس فيه ما لا يُرضى صار كفارة، وإن كان المجلس مجلس خير، يكون كالطابع عليه، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل تنصحون حفظكم الله باختصار هذا الشرح، من بعض طلبة العلم حتى يُتمكن من الاستفادة منه؟ "لا ما ننصح بهذا، من هو الذي يقدر على اختصار هذا الشرح، ما أشوف أحد يقدر على هذا، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هل يقال بأن التسبيح بقوله سبحانه: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات: 180] معناه النفي، والتحميد في قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] معناه الإثبات؟ "نعم، سبحان ربك أي تنزيه لله سبحانه وتعالى عما يصفه به الكفار والمشركون والملاحدة، } وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {، لأن المرسلين وصفوا الله بما يليق به ونفوا عنه ما لا يليق به، سلَّم على المرسلين لسلامة ما قالوه من العيب والنقص، يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، يقول: نزّه نفسه عما يقوله المخالفون للرسل، نزّه نفسه عمّا يقوله المخالفون للرسل، وسلَّم على المرسلين لسلامة ما قالوه من العيب والنقص، نعم" 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا سائل يقول: هل يدُخل في الكلام المذموم الذي عابه السلف، قراءة الكتب التي حصل فيها التحريف والتي هي كتب سماوية في الأصل؟ " لا، لا تقرأ هذه، لأ لا تغترّ بما فيها ابتعد هنا، يكفيك القرآن والحمد لله والسنة، تقرأ كتب منسوخة ومحرفة؟، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل الأصل أن يؤخذ اللفظ على ظاهره؟ " لفظ القرآن والسنة يُحمل على ظاهره هذا الأصل، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: يوجد الآن مصحف في السوق لم يكتب فيه شيء، وإنما هو مسطر كي يكتبه من يقتنيه بيديه، يقول هل يجوز مثل ذلك واقتناؤه وكتابة المصحف؟ "يجب منع هذا، اكتبوا للمُفتي وأرفقوا معه هذه النسخة، وسيُتّخذ الإجراء المناسب إن شاء الله، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: في قوله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]، يقول: يقول بعض الناس إن استحلال الميتة هو طاعة لغير الله وهو شرك أكبر لأنه رد لحكم الله وقبول لحكم غيره، هل ما ذكروه صحيح؟ "نعم، المشركون قالوا أنتم تأكلون مما ذبحتم ولا تأكلون مما ذبحه الله، لأن الميتة الله ذبحها، ذبحها بسكين خاصة، يُجادلون في هذا، {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ} الشياطين اليهود، {لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ} من المنافقين يقولون أنتم تأكلون مما ذبحتم ولا تأكلون مما ذبحه الله، لأن الميتة ذبحها الله بزعمهم، نعم، {لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}، شرك الطاعة هذا من شرك الطاعة، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هناك كتاب لابن عاشور وهو "شفاء القلب الجريح في شرح بردة المديح"، يقول هل تنصحون بقراءة هذا الكتاب؟ "لا، ما ننصح بقراءة المديح ولا بردة المديح ولا بقراءة شرحه لأن فيها الشرك الأكبر وفيها الضلال المبين، نعم، يقول: " يــا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به سِـوَاكَ عِنـدَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ"، " إنْ لم يكُـن في مَعَـادِي آخِذَاً بِيَدِي فَضْلا وإلا فَقُــلْ يــا زَلَّةَ القَدَمِ"، " فإنَّ من جودك الدنيا وضرَّتها ومن علومك علم اللوح والقلم"، هل هناك غلو أشد من هذا الغل، فهي كُفر وإلحاد، نعم" 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هناك بعض الأئمة قد أخطأ في بعض الأسماء والصفات وفي تأويلها، فهل يقال في مثل ما قال المؤلف بأنه بسبب تفريطهم في اتباع ما جاء به القرآن؟ " ما شك كل من ضل وأخطأ، فإنه بسبب تفريطه في فهم الكتاب والسنة، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: كثير من الناس يطلبون العلم، لكن القليل هو من يوفق وينفع الله به، فما السر في ذلك وما السبب وفقكم الله؟ "السر في ذلك أمران والله أعلم، أولاً من هم إلى يقرؤون عليه، لا بد أن يكون من أهل الحق ومن علماء المسلمين المعتبرين المُعترف بهم، ولا بد مع هذا أن يخلص النية لله عز وجل في طلب العلم، نعم، العلم لا يؤخذ عن من هب ودب ولكن يؤخذ عن أهله المعروفين به، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: نحن من بلاد الكفار، فهل يجوز لنا بداءتهم بالتحية؟ "لا إذا بدؤوكم تردون عليهم بمثل لفظهم ولا تزيدون على السلام عليكم تقول وعليكم، نعم" 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: يقول أحد طلبة العلم أن الطريقة الصحيحة لطلب العلم: أن يهتم الطالب بعلم القرون الأولى من الصحابة ومن بعدهم ولا يشتغل بعلم المتأخرين بل يفهم ما كان عليه الأوائل من العلم، ثم بعد ذلك سيعرف قدر العلماء المتأخرين، فهل ما ذكره صحيح؟ "ذكره صحيح إذا درس على أهل العلم المعتبرين الذين يعرفون ما كان عليه السلف الصالح، وأما أن يدرس على أي واحد ولا يعرف أهليته ولا يعرف عقيدته ولا يعرف توجهه، ما يجوز هذا، " إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ "، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: منكرات ظاهرة تحصل بين الحين والآخر، فما واجب المسلم حيال ذلك، وهل يكفي مجرد إنكاره بالقلب؟ "إنكار المنكر درجات كما بيّنها درجات كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم: " مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ " هذا إذا كان له سلطة من قِبل وليّ الأمر، " فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ "، ينهي عن المنكر ويوضح للناس ويبيّن لهم الحق من الباطل وينشر العلم، فإذا لم يكن عنده سلطة ولا عنده علم، " فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ "ينكره بقلبه ويبتعد عن أهله، ما يقول أنا مُنكر ويسمعهم، لا، يبتعد عنهم، {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل يجوز أخذ الهدية من الكفار في مناسبة عيد رأس السنة أو في عيد الميلاد عندهم؟ "إذا كان لمناسبة دينية عندهم فلا تأخذها ولا تأكل من طعامهم، أما إذا ما كان ما هو بسبب مناسبة دينية فلا بأس بذلك إذا كانت مباحة لا بأس، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل يجوز الركوع أو الانحناء لأحد من الوالدين؟ "لا، لا يجوز الركوع إلّا لله سبحانه وتعالى، لا للوالدين ولا غيرهما، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: من لبس لباس الإحرام، ثم وجد فيه رائحة ذكية، فما الواجب عليه أن يفعله؟ "يغسلها، إذا لبس ثياب الإحرام وفيها طِيب يغسلها، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل حمل المصحف أو وضعه بالسيارة لمجرد دفع الحسد أو للحفظ هل هو جائز؟ "لا، ما هو جائز على مصحف حرص من الحروص، إن كان يقرأ فيه هذا طيب، وإن كان يحمله لكي يكون حرص المصحف لا يجعل من الحروص، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذه امرأة من المغرب تقول: هل يجوز لي أن أسافر إلى بلد الكُفر لأجل السياحة بصحبة ابنتي وزوجها، علماً بأن ابنتي لا تصلي وزوجها ليس مستقيم على الدين؟ "لا، لا تصاحبهم، أولاً هم رفقة سوء، وثانياً البلد بلد كفر، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل زيارة القبور في يوم معين من العام هل يعد هذا أمر مشروع؟ " لا، هذا مبتدع إذا خصص يوم لزيارة القبور فهذه بدعة، وتُزار في أي يوم يتيسر لك، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول:من أُدخل إلى المستشفى فترك الصلاة مع أن معه عقله، فهل يقضي الصلاة عند خروجه؟ "نعم، بلا شك، ولا يجوز يخلي الصلاة، يصلي على حسب حاله، " صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَمُسْتَلْقِيًا "، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: ما الحكم في من يستعين بالجن في معرفة الغيبيات؟ "هذا شرك بالله عز وجل، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6]، ما يُستعان بالجن ولا يُستعان بالغائبين ولا بالأموات، إنما يُستعان بالحي الحاضر فيما يقدر عليه، هذه الشروط: حي حاضر فيما يقدر عليه، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل من خارج هذه البلاد يقول: أعمل سائق للأجرة، فهل يجوز لي أن أنقل بعض الناس إلى بعض المقامات وبعض القباب للطواف فيها أو للحضور فقط؟ "لا، من التعاون على الإثم والعدوان، لا تنقل من يذهب إلى القبور الشرك والبدعة، تكون معيناً له على ذلك، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: ما حكم المزاح بما به أو بما فيه كفر أو فسق؟ "لا يجوز، لا يجوز المزح بما فيه كفر أو فسق، لا يُمزح إلا بشيء مباح، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول إلا حق، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: عندما لا يعلم الإنسان أي شيء، فهل يُباح له أن يقول: "الله ورسوله أعلم"؟ "هذا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "الله ورسوله أعلم"، لكن بعد وفاته يقول: "الله أعلم فقط"، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: ورد عن بعض أهل العلم قولهم: " إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ "، سؤاله: هل نحتاج إلى أن نسأل عن حال المشايخ وطلبة العلم الذين يدرسون في الجوامع في هذه البلاد المباركة؟ "يا أخي ما يُدرس واحد إلا معه رخصة من وزارة الشؤون الإسلامية، ما ممكن يدرس، لازم يكون متخرج أولاً، متخرج من كلية الشريعة ومن كلية أصول الدين ومعه شهادة، ثانياً، لابد من إذن المسؤولين عن هذا الأمر، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: أنا أعمل في هذه البلاد وزوجتي في بلدنا، فهل يجوز أن يوصل أخي زوجتي إلى المستوصف أو إلى الطبيب أو إلى أهلها وهما لوحدهما؟ "في البلد الأمر خفيف، ما داموا في البلد، أما السفر لا ما يجوز، لكن في البلد عند الحاجة وتتحجب عنه ولا تركب إلى جنبه لا بأس في هذا نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هذه العبارة وهي: "لا سمح الله، لا قدر الله"، هل هذه عبارة جائزة؟ "ما يظهر لمعنى غير أنها نوع من الدعاء، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ "، يقول: ما معنى قوله وليسعك بيتك؟ "الاعتزال، لما فيه مخالطة للناس مصلة دينه، بأن يدعوا إلى الله ويذكر، لا يخالطهم، يبقي في بيته، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: عندما يفقد الإنسان شيئاً فهل ورد أنه يقول أنه يقول هذه الآية: {إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطارق: 8]، لعدد مئة مرة، وأنه سيلقى ذلك؟ "ما ورد هذا، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل من المشروع للمسلم إذا كان في حالة غضب أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ " لا يستعيذ بالله من الشيطان، الغضب من الشيطان، يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200]، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: بعض الناس في بلدنا عندما يريدون حفظ شيء معين، فإنهم يضعونه بجوار القبور وعند الأولياء، يقول فهذا مُخل بعقيدتهم؟ "بلا شك، هذا استعانة بالأموات، هذا شرك لا يجوز، نعم" 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل يجوز للراقي أن يمس شيئاً من بدن المرأة التي يرقيها؟ "لا، ينفذ عليها ولا يمسها، ولا يخلو بها، يكون عندها محرم، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: إن لديه مرض في دبره أعزكم الله ويضع مرهم على فتحة الدبر، يقول يكون هناك شيء من هذا المرهم على ملابسه، فهل تعدّ غير طاهرة؟ "إن كان مقصود المرهم فقط، المرهم طاهر، ما هو شيء خارج من الدبر، المرهم طاهر، ولكن لو جعل على محل الدواء ومحل الدهون، جعل شيئاً حافظاً يلبسه ليكف هذا عن ثيابه هذا طيب، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل مس الزوجة بغير شهوة يُعد ناقض للوضوء؟ "نعم، فيه من العلماء من يرى أن مجرد المس، {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} [النساء: 43] أنه ينقض الوضوء، هذا عند المالكية، أما عند الحنابلة فمس المرأة بشهوة هذا هو الناقض، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: بعض الرقاة يضع ختم كبير يكتب فيه آيات وأذكار وأدعية معينة، ثم يطبعها على ورق ويبيعها على الناس، فهل يجوز مثل هذا؟ "لا، الرقية عمل، نعم"

وكذلك حفظك الله، هذا السائل يقول أيضاً عن الرقية، يقول: بعض الرقاة يقرأ في ماء، ثم يأمر المريض أن يضعها في حقنة، ويأخذها عن طريق الوريد، فهل ذلك أمر مشروع؟ "لا، هذا يضر، لازم يكون عن أمر طبيب يعرف آثار هذا، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: ما حكم لبس الخاتم من الحديد؟ "مكروه، مكروه لأنه حلية أهل النار ولكن قوله صلى الله عليه وسلم: " الْتَمِسْ ولو خَاتَمًا مِن حَدِيدٍ "، يدل على الإباحة، نعم"

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل لبس الخاتم يُعد من السنة؟ "للحاجة يلبس للحاجة، نعم، هذا من المباحات من الملابس، من المباحات الخاتم والثوب من المباحات عند الحاجة، نعم"

 

شارك