3 من 23|تعليقات على شرح العقيدة الطحاوية|المتنسكة والمتصوفة|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

بسم الله الرحمن الرحيم

المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، التعليق على شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.

الدرس الثالث: المتنسكة والمتصوفة

 

الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد، قال المؤلف رحمه الله تعالى: وكما يقوله كثيرٌ من المبتدعة، من المتنسّكة والمتصوّفة، إنّما نُريد الأعمال بالعمل الحسن، والتوفيق بين الشريعة وبين ما يدّعونه من الباطل الذي يُسمونه حقائق وهي جهل وضلال: "بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ذكر الله سبحانه وتعالى عن المنافقين أنهم يتحاكمون إلى الطاغوت وهو كعب بن الأشرف من أكابر اليهود، ويتحاكمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجمعون بين هذا وهذا، وإذا قيل لهم ذلك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً، نوفق بين هذا وهذا، يوفقون بين الحق والباطل ويقولون نريد إحساناً للناس وتوفيقاً بين الشريعة وبين حُكم اليهود، مثلهم الذين جاؤوا من بعد مِنَ المتكلّمين علماء الكلام الذين يبنون عقيدتهم على علم الكلام والجدل وأيضاً يأخذون شيئاً من أدلة القرآن ويخلطون هذا مع هذا ويقولون نريد التوفيق بين الشريعة وبين حكم أهل الكتاب، مثلهم الآن الذين يحكمون بالشريعة في ناحية ويحكمون بالقانون في ناحية، يقولون نريد التوفيق بين الشريعة والقانون، وهذا أمر لا يجوز، لا تُعادل الشريعة بالقانون ويوفق بينهما، نعم"، وكما يقوله كثيرٌ من المبتدعة من المتنسكة والمتصوفة إنما نريد الأعمال بالعمل الحسن والتوفيق بين الشريعة وبين ما يدّعونه من الباطل الذي يُسمونه حقائق وهي جهل وضلال: "نعم، يُسمون قواعد المنطقية حقائق، وهي في الحقيقة جهل وضلال ليست حقائق لأنها من صنع البشر، وهي أيضاً تكون أكثر خطأً من غيرها، فلا توفيق بين الشريعة وبين علم الكلام، كما أنه لا توفيق بين الشريعة وبين القانون، نعم"،  وكما يقوله كثير من المتملّكة والمتأمّرة إنما نريد الإحسان بالسياسة الحسنة والتوفيق بينها وبين الشريعة ونحو ذلك: "نعم، كل يقول أنه يجمع بين الشريعة وبين ما هو عليه من الباطل وهذا لا يمكن ولا يتأتى أبداً، نعم"، وكل من طلب أن يُحَكَم في شيء من أمر الدين غير ما جاء به الرسول ويظن أن ذلك حسن وأن ذلك جمع بين ما جاء به الرسول وبين ما يخالفه فله نصيب من ذلك: "نعم، هذا ليس خاصاً بوقت نزول القرآن، بل هو عامٌ على كل من صنع هذا الصنيع فأراد أن يوفق بين الشريعة وبين غيرها، بين الأعراف القبلية والأحكام الجاهلية وبين أدلة الكتاب والسنة وبين أدلة المنطق وعلم الكلام ،يخلطون بين هذا وهذا يقولون نريد التوفيق، والذين يريدون أن يوفقوا بين الشريعة والقانون قوانين الوضعية كل هذا من هذا القبيل، نعم"، بل ما جاء به الرسول كافٍ كامل: " نعم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كافٍ كامل، قال جل وعلا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، فما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن أكمل الله به الدين، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلً} [الأنعام: 115]، صدقاً في أخباره وعدلاً في أحكامه، فلا يُدخل على الشريعة أو على القرآن أو على العقيدة شيء من الباطل ويقال نريد التوفيق، نعم "، بل ما جاء به الرسول كافٍ كامل يدخل فيه كل حق: "نعم، كافٍ كامل، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، شهد الله له بالكمال، فلا نريد أن نجمع إليه شيئاً آخر وهو كامل، ومثل أصحاب البدع أصحاب البدع في الدين هؤلاء الذين يريدون أن يدخلوا على الدين ما ليس منه، كأن الدين ناقص وهم يريدون أن يكملوه ببدعهم و ضلالاتهم، نعم"، بل ما جاء به الرسول كافٍ كامل يدخل فيه كل حق وإنما وقع التقصير من كثير من المنتسبين إليه: "الشريعة ليس فيها قصور أبداً، هي كاملة و شافية، القصور في أفهام الناس، ليس في الشريعة، نعم"، وإنما وقع التقصير من كثير من المنتسبين إليه فلم يعلموا ما جاء به الرسول في كثير من الأمور الكلامية الاعتقادية، ولا في كثير من الأحوال العبادية ولا في كثير من الإمارة السياسية أو نسبوا إلى شريعة الرسول بظنهم وتقليدهم ما ليس منها، وأخرجوا عنها كثير عن ما هو منها: "لا يجوز التلاعب بالشريعة، الشريعة كاملة تحتاج إلى معرفة أولاً ثم عملاً بها، وهي كاملة وكافية، قال الله جل وعلا: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 132]، الدين كامل ولله الحمد في أمور الدين وفي أمور الدنيا المتعلقة بالشريعة، وأما أمور الدنيا المتعلقة بالحرف والمهم، هذه إلى الناس لأنها ليست من الشريعة وإنما هي من المنافع المطلقة، نعم"، فبسبب جهل هؤلاء وضلالهم وتفريطهم وبسبب عدوان أولئك وجهلهم ونفاقهم، كثر النفاق ودرس كثيرٌ من علم الرسالة: "هؤلاء هم المعاصرون لشيخ الإسلام بن تيمية"، فبسبب جشهل هؤلاء وضلالهم وتفريطهم وبسبب عدوان أولئك و جهلهم ونفاقهم كثر النفاق ودرس كثير من علم الرسالة: "درس يعني خفي وانطمس" بل البحث التام والنظر القوي والاجتهاد الكامل فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليُعلم ويُعتقد ويُعمل به ظاهراً وباطن: الشريعة كاملة لا تحتاج أن يُدخل عليها شيء من أحوال الناس ولا أفكار الناس ولا من علوم السابقين من أهل الكتاب، رأى النبي صلى الله عليه وسلم ورقات من التوراة في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فغضب صلى الله عليه وسلم فقال: "أفي شكٍّ أنت يا بن الخطَّاب"، قال يا رسول الله إنما أردت أن تنظر فيها، قال: "والذي نفسي بيدِه لو أنَّ موسى حَيًّا ما وسِعه إلا أن يتَّبِعَني"، موسى الذي أنزلت عليه التوارة نُسخت بالقرآن، القرآن ناسخ لما قبله، نعم"، بل البحث التام والنظر القوي والاجتهاد الكامل لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليُعلَم ويُعتقد ويُعمل به ظاهراً وباطناً فيكون قد تُلى حق تلاوته وألا يُهمل منه شيء: "الواجب أن نتفقه في الشريعة ونتعلم الشريعة، وهي كافية دون أن ننظر في الكتب السابقة من التوراة والإنجيل  والزبور وما أنزل على الرسل، هذه العقيدة باقية واحدة، وأما في الأمور الفرعية والأحكام الفرعية فإنها نسخت من القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، نعم"، وإن كان العبد عاجزاً عن معرفة بعض ذلك أو العمل به فلا ينهى عما عجز عنه مما جاء به الرسول بل حسبه أن يسقط عنه اللوم لعجزه، لكن عليه أن يفرح لقيام غيره به ويرضى بذلك: "نعم، إذا عجز الإنسان عن مثلاً استكمال ما جاءت به الشريعة، قصر فهمه عن ذلك فلينسب النقص إلى نفسه وإلى فهمه لا إلى الشريعة حتى يدخل عليها شيء يزعم أنه يكملها به، الشريعة كاملة والنقص إنما هو في أفهام الناس وفي مدارك الناس، من قصر فهمه عن شيء من الشريعة فليعترف بجهله ويُقر ويعرف كمال الشريعة، وأنه عجز عن الوصول إلى هذا الشيء الذي قصر عنه فهمه، نعم"، وإن كان العبد عاجزاً عن معرفة بعض ذلك أو العمل به فلا ينهى عن ما عجز عنه مما جاء به الرسول بل حسبه أن يسقط عنه اللوم لعجزه لكن عليه أن يفرح لقيام غيرة به ويرضى بذلك ويود أن يكون قائماً به: "نعم، يفرح بأنه عجز عن بعض الأحكام الشريعة ولم يتوصل إلى فهمه، يفرح بالعلماء الذين قاموا بذلك وقاموا بما عجز عنه يفرح بذلك، دون أن يحسدهم أو أن يتكلم فيهم، نعم"، وألا يؤمن ببعضه ويترك بعضه بل يؤمن بالكتاب كله: "نعم، يؤمن بالكتاب وهو القرآن كله ما فهمه وما لم يفهمه"، ويؤمن بالكتاب كله وأن يصان عن أن يُدخَل فيه ما ليس منه، من رواية أو رأي أو يتّبعَ ما ليس من عند الله اعتقاداً أو عملاً: "نعم لا يضيف شيء إلى الشريعة، لا إلى القرآن ولا إلى السنة، لا يضيف شيء، حسبه أن يعترف بالعجز ويتوقف عند علمه فقط ولا يجحد ما زاد عن فهمه أبداً وإنما يعترف بقصوره وعجزه، ويعتقد كمال الشريعة وشمول الشريعة ويعترف لأهل الفضل وأهل العلم ويفرح بما قاموا به من ما جهله هو، نعم"، وأن يُصان عن أن يدخل فيه ما ليس منه من رواية أو رأي أو يتّبع ما ليس من عند الله اعتقاداً أو عملاً، كما قال تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42]: تلبسوا يعني تخلطوا، تخلطوا الحق مع الباطل، لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنت تعلمون، تجحدون الحق ولا تبينونه بسبب أنكم لم تعرفوه، بل اعترفوا بقصوركم واعتقدوا كمال الشريعة، وأيضاً اعترفوا بفضل من زاد علمه عن علمكم وأحاط بما لم تحيطوا به، إن هذا من التعاون على البر والتقوى، الهدهد قال لسليمان عليه السلام: {فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 22]، ما قاله كذبت، {قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النمل:27]، هذا سليمان عليه السلام، نعم"، وهذه كانت طريقة السابقين الأولين، وهي طريقة التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة وأولهم السلف القديم من التابعين الأولين، من العلماء: "نعم، سلف هذه الأمة "، وهي طريقة التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة وأولهم السلف القديم من التابعين الأولين ثم من بعدهم {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]، والذين اتبعوا السلف بإحسان، اتبعوهم بإحسان يعني بعلم ومعرفة وإتقان لاتبعاهم هذا الواجب، كلهم يدّعي أنهم على مذهب السلف، لكن هل هو بإحسان؟ هل هو يعرف مذهب السلف؟ هل عمل به؟ قليل من تتوفر فيه هذه الأمور، نعم"، وأولهم السلف القديم من التابعين الأولين ثم من بعدهم ومن هؤلاء أئمة الدين المشهود لهم عند الأمة الوسط بالإمامة: "نعم، الأئمة المشهود لهم بالإمامة في العلم والدين كعلماء هذه الأمة السابقين الذين تعلموا العلم وعملوا به ودرسوه وبلغوه للناس، يعترف بفضلهم وسبقهم ويثني عليهم، نعم"، ومن هؤلاء أئمة الدين المشهود لهم عند الأمة الوسط بالإمامة: "الأمة الوسط يعني العادل، الوسط يعني العدل، بالإمامة شهدت لهم بالإمامة في الدين العلماء، علماء السلف المشهودين المذكورين بأسمائهم، عرفوا قدرهم واستفادوا من علمهم وساروا على منهجهم، نعم"، فعن أبى يوسف رحمة الله تعالى: "أبو يوسف صاحب أبو حنيفة، محمد بن الحسن وأبو يوسف صاحبا أبو حنيفة، وزفر بن الهديل الثالث هؤلاء تلاميذ أبو حنيفة، نعم"، فعن أبي يوسف رحمه الله أنه قال لبشر المريسي: "العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم": "بشر المريسي الخبيث الذي آذى الإمام أحمد رحمه الله وآثر على الخليفة المأمون، المأمون تأثر بهؤلاء الضلال، وآذى الإمام أحمد وجلب ترجمة كتب السابقين من اليهود والنصارى وغيرهم وحصل من هذه الترجمة ضرر عظيم على الإسلام والمسلمين، ولهذا يقول الإمام أحمد: "لا أظن الله ينسى المأمون فقد أدخل في الدين ما ليس منه،"، نعم"، فعن أبي يوسف رحمه الله أنه قال لبشر المريسي العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم: "نعم، العلم بالكلام هو الجهل، يقولون علم هذا، ما هو بعلم هذا جهل، العلم ما قال الله و قال رسوله، الكتاب والسنة، ما هو ما قاله بشر المريسي ولا المأمون ولا فلان وعلان، العلم قال الله وقال الرسول، كما قال الناظم: العلم قال الله وقال رسوله، قال الصحابة ليس خُلف فيه وليس العلم نصبك لجهالة وقول فقيه ونحو من هذا الكلام، العلم نصبك للخلاف سفاهة بين النصوص وبين رأي فقيه، والإمام بن القيم رحمه الله يقول: العلم قال الله وقال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان، ما العلم نصلك للخلاف سفاهة بين النصوص وبين رأي فلان، نعم"، فعن أبي يوسف رحمه الله أنه قال لبشر المريسي العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم: "الجهل بعلم الكلام لا يضر، الذي يضر هو الجهل بعلم الكتاب والسنة، أما العلم بعلم الكلام ما بضر، لا ينفع العلم به ولا يضر الجهل به، نعم"، وإذا صار الرجل رأساً في الكلام قيل زنديق أو رُمي بالزندقة: "نعم، إذا تبَّحر الإنسان في علم الكلام تزندق يقال له زنديق، والزنديق هو المنافق المذكور في القرآن، هو في القرآن منافق، في المتأخرين سموه زنديقاً، نعم"، وإذا صار الرجل رأساً في الكلام قيل زنديق أو رُمي بالزندقة: "لأن علم الكلام جهل ما هو بعلم مهما تبَّحر فيه الإنسان فإنه يغرق في الجهل، نعم"، أراد بالجهل به اعتقاد عدم صحته، فإن ذلك علم نافع، أو أراد به الإعراض عنه: الاعتقاد بأنه باطل هذا العلم النافع، وأما اعتقاد أنه علم فهذا جهل، نعم"، أراد بالجهل به اعتقاد عدم صحته، فإن ذلك علم نافع أو أراد به الإعراض عنه وترك الالتفات إلى اعتباره فإن ذلك يصون علم الرجل وعقله فيكون علماً بهذا الاعتبار والله أعلم، وعنه أيضاً أنه قال: "من طلب العلم بالكلام تزندق": "نعم، لأنه يصرف عن الحق، علم الكلام يصرف عن الحق، لأنه ليس من الكتاب والسنة، وإنما هو جدل وقيل وقال، نعم"، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس: "الكيمياء التي تلبس على الناس، الأشياء على غير حقيقتها، نعم"، ومن طلب غريب الحديث كذب: "نعم، غريب الحديث الذي لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب في ذلك، الموضوعات والأحاديث هذه يجب على الإنسان أن يعتقد بطلانها ويجتنبها ولا يعمل بها، نعم"، وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: حُكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجليد والنعال ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام: "أقبل على الكلام يعني على علم الكلام، لم يتعلم القرآن والسنة وإنما تعلم علم الكلام وعلم المنطق والمقدمات والنتائج وما أشبه ذلك، فهذا جهل وضلال وليس علماً، نعم، حكم الشرع فيهم أنهم يضربوا بالجليد والنعال، مع أنهم يعتقدون أنهم علماء، وأن يطاف بهم في العشائر إشهاراً بهم، يضربون ويطاف بهم في العشائر ويقال هذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة واشتغل بعلم الكلام، نعم"، وقال أيضاً رحمه الله تعالى: كل العلوم سوى القرآن مَشغلةٌ إلا الحديث وإلا الفقه في الدين، العلم ما كان فيه قال حدَّثنا وما سوى ذلك وسواس الشياطين: "هذا من شعر الإمام الشافعي لأن الإمام الشافعي شاعر عظيم، ولغوي أيضاً حجة في اللغة لأنه طاف في القبائل تلقى اللغة العربية عن العرب الفصحى، نعم"، كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين، العلم ما كان في قال حدثنا وما سوى ذلك وسواس الشياطين: "نعم من خرج عن العلم الصحيح راح لوسواس الشياطين، نعم"، وذكر الأصحاب في الفتاوى أنه لو أوصى لعلماء بلده لا يدخل المتكلمون: "لو أوصى شخص للعلماء في بلده لم يذهب هذه الوصية إلا لعلماء الكتاب والسنة ولا يُعطَى منها علماء الكلام لأنهم ليسوا علماء وهو موصى للعلماء، نعم"، ولو أوصى إنسان أن يوقف من كُتبه ما هو من كتب العلم فأفتى السلف أن يباع ما فيه من كتب الكلام: "نعم، تباع لأنها ليست بعلم وإنما هي أوراق وضلالات، وأما كتب العلم تأخذها الوصية، لا تباع لأنها علم، نعم"، ذكر ذلك بمعناه في الفتاوى الظهيرية، فكيف يرام الوصول إلى علم الأصول: " الفتاوى الظاهرية من كتب الحنفية، نعم"، فكيف يرام الوصول إلى علم الأصول بغير اتباع ما جاء به الرسول ولقد أحسن القائل: أيها المهتدي ليطلب علمها، كل علم عبد لعلم الرسول، تطلب الفرع كي تصحح أصل، كيف أغفلت علم أصل الأصول: " نعم، إذا أردت أن تطلب العلم تطلب علم الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تطلب علم الكلام والمنطق وما أشبه ذلك، هذا ليس بعلم هذا جهل، نعم"، ونبينا صلى الله عليه وسلم أوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه: "نعم الرسول صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب عليه الصلاة والسلام، أحاديث الجوامع جوامع الكلم، نعم"، ونبينا صلى الله عليه وسلم أوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه فبُعث بالعلوم الكلية والعلوم الأولية والآخرية: "نعم دينه كامل وشرعه كامل عليه الصلاة والسلام لأنه {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَ} [النجم: 3-4]، كلامه وحي عليه الصلاة والسلام ، وحي من الله {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَ}، ولذلك يُسمون السنة الوحي الثاني بعد القرآن، نعم"، فبعث بالعلوم الكلية والعلوم الأولية والآخرية على أتم الوجوه، ولكن كل ما ابتدع شخص بدعة اتسعوا في جوابها فلذلك صار كلام المتأخرين كثيراً قليل البركة: "نعم، الحافظ بن رجب رحمه الله يقول: الأولون قليلو الكلام كثيرو العلم، والمتأخرون كثيرو الكلام قليلو العلم، نعم" ولكن كل ما ابتدع شخص بدعة اتسعوا في جوابها فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا قليل البركة، بخلاف كلام المتقدمين: " قليل البركة يعني قليل الفائدة، نعم"، بخلاف كلام المتقدمين فإنه قليل كثير البركة: "هذا معنى الكلام الذي ذكرته لكم" لا كما يقوله ضلال المتكلمين وجهلتهم إن طريقة القوم أسلم وإن طريقتنا أحكم وأعلم: "نعم هذه العبارة الخاطئة، يقولون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، هذا كلام باطل بل طريقة السلف هي الأسلم والأعلم والأحكم، نعم"، لا كما يقوله ضلال المتكلمين وجهلتهم إن طريقة القوم أسلم وإن طريقتنا أحكم وأعلم، وكما يقول من لم يقدرهم قدرهم من المنتسبين إلى الفقه إنهم لم يتفرغوا لاستنباطه وضبط  قواعده وأحكامه، اشتغالاً منهم بغيره، والمتأخرون تفرغوا لذلك فهم أفقه: "هذا كلام باطل، بل السابقون حفظوا النصوص وعرفوا فقهها ولم يبقى عليهم نقص في علمهم، بينما المتأخرين كثير كلامهم قليلة فائدتهم، نعم"، فكل هؤلاء محجوبون عن معرفة مقادير السلف وعمق علومهم وقلة تكلفهم، وكمال بصائرهم، وتالله ما امتاز عنهم المتأخرين إلا بالتكلف والاشتغال بالأطراف التي كانت همة القوم مراعاة أصولها وضبط قواعدها وشد معاقدها وهممهم مشمرة إلى المطالب العالية في كل شيء، فالمتأخرون في شأن واليوم في شأن آخر، وقد جعل الله لكل شيء قدراً، وقد شرح هذه العقيدة غير واحد من العلماء: "عقيدة الطحاوية، نعم"، وقد شرح هذه العقيدة غير واحد من العلماء ولكن رأيت بعض الشارحين قد أصغى إلى أهل الكلام المذموم واستمد منهم وتكلم بعبارتهم، والسلف لم يكرهوا التكلم بالجوهر والجسم والعرض ونحو ذلك لمجرد كونه اصطلاحاً جديداً على معاني صحيحة كالاصطلاح على الفاضل لعلوم صحيحة ولا كرهوا أيضاً الدلالة على الحق والمحاجة لأهل الباطل، بل كرهوه لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق، ومن ذلك مخالفتها للكتاب والسنة ولهذا لا تجد عند أهلها من اليقين والمعرفة ما عند عوام المؤمنين فضلاً عن علمائهم: "نعم، عوام المؤمنين أحسن من علماء الكلام، لأن عوام المؤمنين بقيت لهم معرفتهم للحق بالجملة وبقي أنهم سلموا من الجدل ومن المنطق على طريقتهم الأصيلة، وهؤلاء يغرقوا في هذه المستنقعات فتلوثوا بها، نعم"، ولاشتمال مقدماتهم على الحق والباطل كثر المراء والجدال وانتشر القيل والقال وتولد لهم عنها من الأقوال المخالفة للشرع الصحيح والعقل الصريح ما يضيق عنه المجال، وسيأتي بذلك زيادة بيان عند قوله: فمن رام علم ما حضر عنه، ما حضر عنه علمه، وقد أحببت أن أشرحها سالكاً طريق السلف في عباراتهم، وأنسج على منوالهم متطفلاً عليهم لعلّي أن أُلضم في سلكهم وأدخل في عدادهم وأحشر في زمرتهم: "هذا كلام العز بن أبي العز شارح هذه العقيدة، وأن الذين شرحوها من قبل صاروا دخلوا مداخل ما فيها فائدة، بل فيها مضرة، فهو يريد أن يوجد شرحاً صافياً مفيداً وهو كذلك، شرحه ممتاز جداً رحمه الله، نعم"، لعلّي أن ألضم في سلكهم وأدخل في عدادهم وأحشر في زمرتهم، {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]، ولما رأيت النفوس مائلة إلى الاختصار آثرته على التطويل والإسهاب: "آثر الاختصار، هذا الشرح مُختصر لأن النفوس تملّ من التطويل، والكسل يغلب على الناس، فهو اختصر هذا الشرح، مع ما فيه من البسط والتفصيل والتوضيح لكن يقول أنه مختصر أيضاً، نعم"، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب وهو حسبُنا ونعم الوكيل {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88]، يقول شعيب عليه السلام، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، الإنسان يعتبر نفسه مقصراً ولا يزكي نفسه ولا يعجب بعلمه وإنما يتواضع ويرى أنه ناقص العلم، نعم"، وهو حسبنا ونعم الوكيل: "ويقولون من قال أنا عالم فهو جاهل، نعم"، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب وهو حسبُنا ونعم الوكيل: " حسبنا يعني كافينا، الحسب هو الكافي، ونعم الوكيل هو الموكول إليه أمور خلقه وهو الله سبحانه وتعالى، نعم"، قوله نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: "قوله يعني الطحاوي صاحب العقيدة، نعم"، قوله: نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله إن الله واحد لا شريك له، الشرح: اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل: "نعم، كل رسول يقول: {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ} [هود: 84]، كما ذكر الله ذلك عنهم في القرآن، فأول ما يبدؤون دعوتهم بالتوحيد لأنه هو الأصل والأساس الذي تبنى عليه العقيدة ويبنى عليه جميع أحوال الناس مما ينفعهم ويفيدهم فهم هذا منهجهم رحمهم الله، نعم"، اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق: " الطريق إلى الله يعني، أول دعوة الرسل كل نبي أول ما يبدأ يقول:}يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ{، هذا معنى لا إله إلا الله واضح، {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ}، هذا هو معنى لا إله إلا الله يعني فيه نفي وإثبات وهذه هي دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأصحاب الدعوات الآن، الدعوات الآن كثيرة ولها مؤسسات ولها ميزانيات لكن أين ثمرتها لم تُثمر شيئاً، لماذا؟ لأنها لا تهتم بالتوحيد ولا بالعقيدة وإنما كل جماعة جعلت لها منهجاً في دعوتها ليس فيه شيء مما يفيد الناس وإنما فيها مصطلحات وكلام قليل الفائدة، نعم"، اعلم أن التوحيد أول دعوة الرُسل وأول منازل الطريق وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل: "نعم، هو المبدأ، التوحيد هو المبدأ الذي تسير عليه وتمشي عليه إفراد الله جل وعلا بالعبادة هذا هو العبادة، التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، ليس التوحيد هو الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق، هذا توحيد الربوبية وهذا أقر به المشركون، إنما التوحيد الذي جاءت به الرسل هو إفراد الله بالعبادة، هذا التوحيد الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام، نعم" قال الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم} [الأعراف: 59] "هذا نوح أول الرسل عليه الصلاة والسلام يقول لقومه يا قوم اعبدوا الله، ما لكم من إله غيره، هذا معنى لا إله إلا الله، نعم"، وقال هود عليه السلام لقومه: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ} هود عليه السلام بعد نوح، قال: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ}، نعم"، وقال صالح عليه السلام لقومه: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُه} "كل هذا في القرآن، نعم"، وقال شعيب عليه السلام لقومه: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ}، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، "نعم، فجميع الرسل قالوا اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، الطاغوت ما عُبد من دون الله عز وجل، كائن من كان، ملك أو نبي أو شجر أو حجر، قد لا يكون هو في نفسه طاغوت، الطاغوت الشيطان، فالذين عبدوا الملائكة والأولياء الصالحين ما عبدوهم حقيقة، إنما عبدوا الشيطان الذي أمرهم بذلك ولهذا يقول المسيح عليه السلام يوم القيامة إذا سأله الله: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} [المائدة: 116-117]، هكذا هذا الذي دعا إليه عيسى عليه السلام، نعم"، فقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] "إذاً كل الرسل جاؤوا بلا إله إلا الله، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}، كلهم بُعثوا بهذه الكلمة، لا إله إلا الله، نعم"،  وقال صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ""أمرت أن أقاتل الناس يعني الكفار حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ما قال حتى يقروا أن الله هو الخالق الرازق المحيي، هم مقرون بهذا، لكن حتى يقولوا لا إله إلا الله، لأنهم لا يقولون لا إله إلا الله ولا يعترفون بها، لما قال لهم قولوا لا إله إلا الله ماذا قالوا؟ قالوا أجعلَ الألهة إلهاً واحد إن هذا لشيء عجاب، نعم"، ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله: " نعم، لأن في من يقول أول واجب على المُكلف أن يشك ثم يستدل على الله جل وعلا بالأدلة، لا كل مولود يولد على الفطرة وهو معترف بهذا، ما يحتاج يقال مثلاً من ربك؟ هو يعرف هذا، لكن عليه أن تعلمه كيف يعبد الله كيف يصلي، " مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ "، علموهم وإلا هم عارفين فطرتهم، {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، الناس مفطورون على معرفة الله عز وجل، لكن يحتاجون إلى من يعلمهم ويبين لهم كيف يعبدون الله كيف يطيعونه، الفطرة ما تكفي وحدها لا بد من تعليم، نعم"، ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشك: " نعم، هذه أقوال علماء الكلام، يقولون أول واجب النظر أن ينظر في المخلوقات وينظر حتى يعرف أن هناك خالق، الفطرة تكفي في هذا مفطور على هذا ما يحتاج أن ينظر، بعضهم يقول القصد إلى النظر وبعضهم يقول يشك ثم يستدل حتى يصل إلى معرفة الحق، كل هذه أ قوال باطلة، الإنسان مولود على الفطرة ما يحتاج إلى الأمور هذه، ما عليه إلا أنه يعلم الصلاة وأحكام الإسلام، نعم"، لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشك كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم، بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان: "نقف عند هذا".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: ما حكم التسمّي بأهل السنة والجماعة؟ لأن هناك من يقول إن هذه التسمية لا أصل لها وإن الذي ورد هو التسمي بالمسلمين لقوله: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج: 78] "هذا هو الذي لا أصل له، الذي يقول هذا الكلام هو الذي لا أصل له، لا تُسمي السنة والجماعة، الله جل وعلا يقول: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 163]، يقول لعبده أن يقول: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، ينتسب إلى المسلمين، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: كيف نرد على زعم بعض المسلمين الذين يسكنون في بلاد الغرب من أن بعض شرائع الإسلام غير مناسبة لزمانهم بلدانهم؟ "نسأل الله العافية، ولذلك أوجب الله عليهم الهجرة إلى بلاد الإسلام، إن كانوا يقدرون على الهجرة يجب عليهم ألا يجلسوا ولا ساعة في بلاد الكفر، إذا ما كانوا يقدرون على الهجرة يتمسكون بدينهم، يتعلمون دينهم ويتمسكون به إلى أن يقدروا على الهجرة، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، ما التوجيه والرد على من يدّعي أن الأحكام الوضعية هي الأنسب للناس في وقتنا المعاصر؟ "الأحكام الوضعية التي هي القانون أنسب للناس، يعني نترك الدين ونأخذ بالقانون، هذا أعظم الكفر والعياذ بالله، نعم". 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل هناك قوانين مستوحاة من الشريعة ومصدرها الكتاب والسنة كما يُسمى بمقاصد الشريعة؟ "ما تسمى قوانين، تسمى مقاصد الشريعة، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل ثبت نسبة كتاب الحيدة والذي فيه مناظرة بين عبد العزيز الكناني في رده على بشر المريسي؟ "نعم، ثابت هذا، وهو حجة على هؤلاء ولذلك يشككون فيه، ولكنه ثابت مناظرة عبد العزيز الكناني وبشر المريسي معروفة، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: كثرت الشاشات و المواقع لأصحاب العمائم واللحى، كيف أستطيع أن أعرف العالم السلفي من غيره؟ "تعرف العالم من كلامه ومن دروسه ومن علمه الذي ينشره في الناس، ما هو عالم وبس، لا العلم ينشر علمه ويبين للناس ويدرس ويدعو إلى الله على بصيرة، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل هذه الآية وهي قوله سبحانه وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3]، هل هي آخر آية نزلت من القرآن الكريم؟ "نعم، نزلت في حجة الوداع، نزلت على الرسول في عرفة، وهو واقف بعرفة، ولم يعش بعدها إلا شهرين وأيام وتوفي عليه الصلاة والسلام، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل من خارج هذه البلاد يقول: في بلادي هناك لا تحكم الشريعة بل إنما تحكم الأحكام الوضعية عكس هذه البلاد المباركة الطيبة، يقول ما واجبنا كطلبة علم إذا ذهبنا هناك تجاه هذه الأحكام الوضعية؟ "ادعوا إلى الله وبينوا إلى الناس لعلّ الله أن ينفع بكم، خصّوا الولاة، اذهبوا إليهم ناصحوهم لعلّ الله يهديهم، فإن الوالي إذا هداه الله هدى الله على يديه خلق كثير، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول:هل ما ندرسه في علم أصول الفقه من كلام أهل المنطق، هل هو من الكلام المذموم؟ "لا هذه قواعد يستفاد بها، قواعد في أصول الفقه يستفاد منها استنباط الأحكام، تساعدك على استنباط الأحكام العملية من أدلتها التفصيلية، تساعدك على هذا، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل هناك فرق بين العقيدة والمنهج ويقال بأن فلان عقيدته سلفية لكن منهجه غير سلفي؟ " ما يصير هذا، ما يصير منهجه غير سلفي ويصير عقيدة السلفية، لازم يكون عقيدة ومنهجه سلفية حتى يكون سلفياً، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: أليس المراد بعلم الكلام هو الغوص في المعاني واستنباط الأحكام من القرآن والسنة؟ "لا، ما هو هذا علم الكلام، علم الكلام علم المنطق والجدل، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: ما الرأي في من يقول: لا تحذر من أهل الأهواء والبدع، لأنك إن فعلت ذاك فسوف يتكلم فيك الناس ويقولون إنك تتكلم في أهل الخير؟ "تكلموا في الرسول صلى الله عليه وسلم، قالوا ما قالوا، تكلموا في العلماء والدعاة إلى الله وما تأثر بذلك العالم والداعي إلى الله، ما يلتفت للناس، وما جاي للناس ليمدحونه، هو جاي لناس يهتدون، ما جاي لناس يمدحونه ويثنون عليه، الذي يستّنى الناس يمدحونه ويثنون عليه هذا يدعو إلى نفسه ما يدعو إلى الله، كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عند قوله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 108]، قال فيه الإخلاص في الدعوة، لأن بعض الناس يدعو إلى نفسه ولا يدعو إلى الله، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هناك بعض من ينتسب إلى العلم يقول بأن انقسام الناس إلى أشاعرة وماتريدية وأهل حديث، كانقسام الناس إلى شافعية وحنبلية وحنفية ومالكية. "كذاب هذا، لا ما هو مثل هذا، شافعية وحنبلية ومالكية، هؤلاء علماء الكتاب والسنة، أما علماء المنطق وعلماء الكلام ما عندهم شيء من الشريعة إنما هي جدل وقيل وقال، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: لديّ جار كافر من الهندوس، أُحسن إليه في بعض الأحيان بتقديم الطعام إليه والابتسامة في وجهه من باب ترغيبه في  الإسلام، يقول: ما هو الضابط في التصرف مع الجار الكافر؟ "هو ما ذكرت، تحسن إليه وتتلطف معه لعلّ الله يهديه إلى الإسلام، والجار له حق حتى لو كان كافر له حق الجوار، الجيران على أنواع: جار له حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة، له ثلاثة حقوق، وجار له حقان، وهو الجار غير القريب بالنسب، له حق الجوار وحق الإسلام، وجار له حق واحد وهو الجار غير المسلم، له حق الجوار فقط، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول:ما ذكره المؤلف رحمه الله من قوله بأن الصفات الجسم والعرض والحد، يقول وما ذكره من هذه الأمور في كتابة، يقول ما موقف السلف من هذه الأوصاف؟ " أنهم يرفضون الجوار والعرض وما أشبه ذلك ويأتون بألفاظ الكتاب والسنة وما يأتون بلفظ الجوار والعرض، يأتون بلفظ الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل هذه المسألة من مسائل العقيدة، وهي مسألة فناء النار من عدمها؟ " النار خلقها الله سبحانه وتعالى دار للكافرين وأخبر أنهم مخلدون فيها والعياذ بالله، وقد يدخلها المسلم لذنوبه ثم يطهر بها ثم يخرج ويدخل الجنة، هذا ما يجب اعتقاده، أما أنه تفنى أو ما تفنى ما لكم دخل في هذا، هذا من فضول الكلام، فضول المسائل، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل يعذر من ذبح أو نذر أو صرف شيء من العبادة لغير الله لجهله، أم أنه لا يعذر بذلك ويقال بأنه مشرك؟ "نعم، هو مشرك إلا أن يدخل في الإسلام ويخلص العبادة لله، هو مشرك ولو كان جاهلاً هو مشرك ولو كان جاهلاً، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل الذبح لأجل قدوم الضيف، هو ذبح لغير الله يُخل بالعقيدة؟ "لا، هذا فرح سرور وإكرام للقادم، فرح سرور بالقادم وإكرام له ،ما فيه شيء، هذا مباح، نعم". 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، الاستعانة بالجن في ما يقدرون عليه، هل هو أمر يكون مُخل بالعقيدة؟ "نعم، يخل بالعقيدة، استعن بالله ولا تستعن بالجن ولا بالغائبين ولا بالأموات، استعن بالله عز وجل، والاستعانة بالمخلوق الحي الحاضر عندك  القادر لا بأس تستعين به، أما تستعين بالميت تستعين بالغائب تستعين بالجن، كل هذا لا يجوز، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: ما حكم تعليق الحروز والتمائم التي تحتوي على الآيات والأحاديث فقط؟ "لا يجوز تعليق الحروز ولو كانت من القرآن، ليس فيه غير القرآن، لا يجوز تعليقها، إنما القرآن للرقية، يرقى المريض بها ويقرأ عليه ويشفى بإذن الله، أما التعليق هذا ما له أصل، العلماء يمنعون منها، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: بعض الناس إذا حفر بئرا فخرج الماء، فإنه يذبح ذبيحة بجوار البئر، كذلك إذا بنى بيتاً  فإنه يذبح ذبيحة عند الباب، فهل يجوز هذا الأمر؟ "لا، لأنه من أمور الجاهلية ولا يجوز، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول:عند إرادة صلاة الاستسقاء، فهل يشرع للإنسان أن يذبح ذبيحة لله عز وجل ويوزعها على الفقراء ثم يستسقي؟ "ما ورد هذا، يتصدق نعم، عنده لحم يتصدق، أما أنه يذبح لا، لكن عنده لحم يتصدق من اللحم، يتصدق من الطعام يتصدق من الملابس، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، وأنه محرم على النار"، يقول هل المقصود مجرد القول دون عمل؟ "هذا إذا لم يتمكن من العمل إذا قالها ثم مات ولم يتمكن من العمل، أما من قالها وتمكن من العمل وعاش ولم يعمل لا تنفعه لا إله إلا الله".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل يشرع للمسلم أن يتخصص في دراسة القوانين الوضعية؟ "لا، تخصص في علوم الشريعة ولا يتخصص في القوانين الوضعية، نعم".

فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا السائل يقول: هل يُنصح إمام المسجد بأن يقرأ على جماعته بعض الصلاة أحياناً ما يتعلق بأحكام التوحيد؟ "طيب، يقرأ عليهم في التوحيد يقرأ عليهم بالفقه يقرأ عليهم بالأحاديث وهو الغالب، يقرأ عليهم بالترغيب والترهيب يقرأ عليهم من رياض الصالحين، ليستفيدوا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، نعم".

 

شارك