سيرة ذاتية – في موكب الدعوة -07-رأي الشيخ صالح الفوزان في إيجاد الموسوعات الفقهية المعاصرة

استمع على الموقع

إقرأ

سيرة ذاتية – في موكب الدعوة -07-رأي الشيخ صالح الفوزان في إيجاد الموسوعات الفقهية المعاصرة - الشيخ صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم، المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن الفوزان الفوزان، حلقات تُبث عبر الإذاعة القرآنية:

"في موكب الدعوة"

 في الحقيقة شيخ صالح من المُلاحظ جدًا لمن ينظر إلى واقع المسلمين الجهل الكثير الذي يغشى مجتمعات المسلمين خصوصًا فيما يتعلق بأمور عباداتهم ومعاملاتهم ويظهر هناك حاجة ماسة إلى تعلم الفقه الإسلامي خصوصًا بعد العلم بتوحيد الله سبحانه وتعالى وتحقيقه، وهناك محاولات للعديد من العلماء نحو إيجاد ما يُسمى "صياغة فقهية معاصرة" تتناول النوازل والحوادث المستَجِدة إلا أنها قد تكون في بداياتها.

شيخ صالح، وأنتم قد كتبتم في العديد من المجالات الفقهية وكان لكم إسهام مشكور ومذكور في ذلك، بل إنكم الآن تكررون وتدرسون في دروسكم العديد من الكتب الفقهية ولكم برنامج في إذاعة القرآن الكريم في شرح كتاب "زاد المستقنع".

شيخ صالح، ألا ترون أن هناك حاجة ماسة لإيجاد موسوعات فقهية معاصرة بلسان معاصر كما يقولون مع الاستفادة من الكتب التي تركها العلماء من سلفنا الكرام؟".

: لا شك أن ربط الناس بالفقه هو أمر مهم؛ لأن الفقه بالدين هو أساس العمل، فال يمكن لغير الفقيه أن يعمل عملًا صالحًا ومستقيمًا إلا إذا كان على فقه لدين الله سبحانه وتعالى، ولذلك أمر الله بالتفقه في الدين وأثنى على المتفقهين قال سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122]

{لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ}: يعني ليتفهموه، ليتفهموا أمور دينهم، فالفقه لغة هو الفهم، والفقه في الدين هو فهم أحكام الدين، وشرائع الدين.

 وانظر كيف قدَّم {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} على قوله: {وَلِيُنْذِرُوا}؛ لأن الإنذار والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما يكون بعد الفقه، إنما يكون بعد الفقه والعلم، ولا يصلح الإنذار والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الجهل، بل لابد أن يكون ذلك عن فقه، ولذلك اتجهت سنة السلف من لدن الصحابة -رضي الله عنهم- إلى وقت المسلمين الحاضر اتجهت سنتهم إلى العناية بالفقه، وتفقيه الناس وتعليمهم أمور دينهم، وكان من ذلك هذه الحصيلة والثروة العظيمة الفقهية التي خلفها سلفنا الصالح مقتبسة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

فهذا الفقه الذي خلفه سلفنا الصالح هو وسيلة إلى فهم الكتاب والسنة والعمل بهما، والفقه في نظري ليس بحاجة إلى تجديد عبارة أو صياغة جديدة؛ لأنه مصوغ بعبارة عربية فصيحة، والقدامى أفصح منا، وأقدر منا على البيان، وأقدر منا على جمع المعلومات؛ لأن الله أعطاهم من المقدرة ما لم يكن لمن جاء بعدهم إلا من شاء الله -سبحانه وتعالى- ففي نظري فإن الفقه ليس بحاجة إلى تجديد عبارة أو صياغة، وإنما هو بحاجة إلى تعلم.

الفقه في حاجة إلى تعلم وعناية وإقبال عليه، وتعليم الناشئة وتنشئتهم على فقه السلف الصالح، هذا هو المهم، أما مسألة الصياغة هذا لو حصل هكذا والناس في إعراض عن الفقه فالآفة لم تأتي من الصياغة أو من العبارة وإنما جاءت من انصراف الناس وجهلهم بهذا الأمر، فإذا وُجهوا وعُلموا حصل المقصود بدون أن نكلف أنفسنا بوضع عبارة جديدة أو صياغة جديدة؛ لأننا لن نأتي بأفضل مما جاء به من سبقنا من أهل العلم والخبرة (؟؟15:7والمعلومات)."

 

شارك