3من5 سيرة الشيخ الفوزان/ قصتي في طلب العلم/صالح الفوزان/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

3من5 سيرة الشيخ الفوزان_ قصتي في طلب العلم _صالح الفوزان_ كبار العلماء – الشيخ صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم، المكتبة الصوتية لفضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

أيها الأخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طيب الله جميع أوقاتكم بكل خير وجعلها عامرة بذكر الله -عز وجل-، ضيفنا في هذه الليلة هو معالي الشيخ الدكتور صالح ين فوزان الفوزان، سأكتفي بهذا التعليق، وأترك بقية التعليق والحديث عن حياته وعن نشأته، وعن حياته العلمية والعملية لضيفنا ليحدثنا عن حياته من باب التعريف، بداية أرحب بضيفنا فأهلًا معالي الدكتور:

: حياكم الله وبارك فيكم، ونفع بما تقدمونه للأخوة المستمعين.

: نعم -بارك الله فيكم- تعودنا في مثل هذه اللقاءات التعريفية، وربط الناس بعلماء الأمة وكذلك لضيوف الإذاعة أن نتعرَّف بداية على المولد وعلى الحياة الطفولية والولادة وحياة التعليم -حفظكم الله- لعلي اترك لك المساحة الأولى في هذا اللقاء معكم لتقدموا للأخوة المستمعين الكرام ما يدور في بالكم وخاطركم تعليقًا.

: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلي الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين:

أنا لا أحب أن أتكلم عن نفسي ولكن بما أنك سألتني، فالسائل له حق؛ فأقول الولادة: ولدت في بلدة الشماسية بشرقي القصيم عام 1354ه، ونشأت فيها نشأتي الأولى، قرأت في الكتاب على إمام الجامع في ذلك الوقت محمود بن سليمان -رحمه الله-، وكان حافظًا للقرآن، مجيدًا، حسن الصوت، موجدًا للقرآن، فقرأت عليه القرآن حتى ختمته نظرًا، ثم تعلمت عليه الخط، وأصبحًا قراءً كاتبًا -ولله الحمد-، وكان في نفس الوقت في بلدتنا قل من يقرأ الكتب، ما عدا إمام المسجد ونفرًا قليلًا من المتعلمين، ثم في سنة 1368ه في شهر ذي الحجة فُتحت المدرسة الابتدائية في الشماسية، فكنت أول الملتحقين فيها، فأتممت تعلم القرآن بالتجويد، وتعلم الخط والحساب حتى وصلت إلى المستوى الثالث في الابتدائية، ثم أشار علي مدير المدرسة آنذاك الأستاذ محمد بن سليمان -رحمه الله- أن ألتحق بالسنة الثالثة الابتدائية في المدرسة الفيصلية في بريدة، وقال: "إن بقاءك في هذه المدرسة يعوقك كثيرًا." فقبلت المشورة والتحقت في السنة السادسة وأنا في مستوى الثالث الابتدائي التحقت بالسادسة وأعانني الله، وتخرجت وأخذت الشهادة الابتدائية في عام 1371ه، يعني ما درست المشيخة الخامسة، هذا يسمونه القفز، قفزت؛ لأنه بحكم إني متعلم من قبل المدرسة الكتابة والقرآن وعندي مطالعات في الكتب، فكان عندي نوع من الحصيلة، فأعانني الله -سبحانه وتعالى- والتحقت بالسنة السادسة قافزًا من السنة السادسة، تخرجت منها بتفوق ولله الحمد في عام 1371ه، تعينت بعدها مدرسًا في نفس المدرسة، مدرسة (؟؟5:41)، تدربت سنتين، (؟؟5:48) الشماسية المدرسة التي بدأت دراسة فيها، والبلد التي نشأت فيه، ففي سنة 1393ه فُتح المعهد العلمي لبريدة، وكنت من أول الملتحقين فيه، فتركت التدريس في الابتدائي، فأكملت الدراسة المتوسطة والثانوية بتفوق ولله الحمد، تخرجت منه  1397ه، بشهادة الثانوية المتضمنة طبعًا للمتوسطة كان مدير المعهد آنذا الشيخ محمد بن ناصر-حفظه الله- العالم المشهور صاحب الأمين العام الآن المساعد لرابطة العالم الإسلامي، وكان من زملائي عدد كثير.

: ما الكتب التي تدرسونها آنذاك؟

: درسنا الكتب المصغرة في النحو: "النحو الواضح"، للشيخ علي الجارم , في السنتين الأولى والثانية، السنة الثالثة وما بعدها رسنا الألفية "ألفية ابن مالك" حتى أكملناها في السنة الخامسة من المعهد.

وبالنسبة للمدرسين آنذاك؟

: هذا بالنسبة للنحو، بالنسبة للفقه درسنا "زاد المستقنع" على فضيلة الشيخ خالد عبد الرحمن (؟؟7:42) -رحمه الله-، وكذلك التوحيد قرأنا عليه في كتاب "التوحيد"، و"العقيدة الواسطية" على نفس الشيخ -رحمه الله-، قرأنا في بقية العلوم والحديث والتفسير والبلاغة والأدب على الأساتذة المصريين , المنتدبين للدريس في هذا المعهد آنذاك.

: -بارك الله فيكم- 

:أنت سألت سؤلًا عن المدرسين، المدرسون الذين درسنا عليهم استماعًا هم الشيخ خالد بن عبد الرحمن -رحمه الله-، والشيخ صالح بن إبراهيم المليحي -رحمه الله-، والشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله-، والشيخ علي الأزهري في النحو، والبقية لا تحضرني أسماؤهم لكثرتهم، وأيضًا لأنهم لا يستمرون، مدرس واحد في السنة ثم يذهب ويأتي آخر وكذا، لكن الذين داومنا معهم هم أولئك.

: نعم، هل تذكر من زملائك أحدًا؟

:والله منهم الأحياء والأموات -رحمهم الله- منهم الشيخ السليمان العبودي، والشيخ محمد الناصر، وقد توفي -رحمه الله-، الشيخ سلطان العربد أيضًا توفي -رحمه الله-، الشيخ إبراهيم الأستاذ المعروف -حفظه الله- بقية الزملاء، لكن هؤلاء من أبرزهم ، الشيخ عبد الرحمن الجار الله, الشيخ صالح القرعاوي -رحمه الله- قاضي التميز في مكة، وهكذا، لنا زملاء كثيرون.

: وبعد ما حصلت على الشهادة الثانوية من معهد بريدة إلى أين اتجهت -حفظكم الله-؟

: اتجهنا إلى الرياض؛ لأنه ليس هناك كلية واصل فيها الدراسة في ذلك الوقت في تخصصنا إلا كلية الشريعة، أو كلية اللغة في الرياض، هما الكليتان الوحيدتان، في رئاسة خاصة تسمى رئاسة الكليات والمعاهد، برئاسة المشايخ: الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-، ونائبه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم -رحمهم الله جميعًا- التحقت بكلية الشريعة في سنة 1378ه، واستمرت الدراسة فيها إلى عام 1380ه، 81ه، وقبل التخرج احتاجوا إلى مدرسين فاتخذونا من السنة الرابعة في معهد قبل أن نُكمل، درست في معهد الرياض، وأنا في نفس الوقت أدرس في كلية الشريعة، أدرُس، وأُدَرِّس في هذه السنة حتى تخرجت من كلية الشريعة في عام 1381ه.

: نعم -بارك الله فيكم-، أيضًا لو سألنا عن الدراسة في كلية الشريعة من كان من زملائكم أو مدرسيكم – حفظكم الله-؟

: أدركنا فيها مشايخ قلة  درسنا عليهم من أهل نجد منهم الشيخ زايد بن باز -رحمه الله-، الشيخ عبد العزيز بن عبد الرشيد -رحمه الله-، الشيخ عبد الله بن صالح الخريصي -رحمه الله-، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي العالم المشهور صاحب "أضواء البيان" هؤلاء والشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- هؤلاء من أكبر من أدركنا، وأخذنا عنهم.

أخذنا كذلك عن المدرسين الأساتذة المصريين الأزهريين رحم الله من مات منهم، ووفق وحفظ من بقي منهم، أخذنا عنهم في النحو والبلاغة والحديث والتفسير وعلوم اللغة.

: بارك الله فيكم معالي الشيخ صالح بن الفوزان الفوزان، تتحدثون أيضًا عن مرحلة الطلب آنذاك في ذلك الوقت كيف كانت، كيف كان الحصول على الكتب، كيف كانت أيضًا أوقات الدراسة في ذلك الوقت؟

: أما الحصول على الكتب فولاة الأمور -حفظهم الله- وفروها لنا؛ يطبعونها ويوزعونها علينا بالمجان، بل ويعطوننا مراجع زائدة عليها للتوسع في المطالعة والثقافة، تُصرف لنا من المستودع، الكتب كانت موفرة ولله الحمد، وجزا الله عنا ولاة أمورنا خير الجزاء، وأما وقت الدارسة فكان ذاك الوقت وقت الصفا ما فيه مكبرات، ما فيه فضائيات، ما فيه شواغل، وكنا متفرغين للدراسة وهنالك دراسة.

الدراسة بالنهار في الكلية، والدراسة في الليل للمراجعة، ليس عندنا شواغل إلا الدراسة وكنا موفرين الوقت على الدراسة بالليل والنهار حتى يسر الله -سبحانه وتعالى- لنا التخرج، بل ما كان هناك كهرباء في ذاك الوقت، ما عممت الكهرباء على الرياض، كنا ندرس على السرج، وبقيت أُدَرِّس في المعهد وأدرس على طبيعتي في الأول، حتى أكملت دراسة في هذه السنة ولله الحمد بتوفق، ودَرَّست في المعهد بعد التخرج من الكلية سنة ثانية، يعني دَرَّست في المعهد في سنتين، سنة قبل أن أتخرج، وسنة بعد التخرج، ثم أنهم عقدوني في التدريس في كلية الشريعة بعد سنتين في المعهد، واستمر التدريس في كلية الشريعة إلى عام 1395ه تقريبًا، في 1395ه تقريبًا فُتحت الدراسة العليا تحولت الكليات إلى جامعة كما لا يخفاكم ,في هذه الدراسات العليا، فأُحلت للتدريس في الدارسات العليا في الكلية الشريعة، ثم إني نقلت إلى التدريس في المعهد العالي للقضاء , ثم نقلت من التدريس إلى إدارة المعهد العالي للقضاء، ثم لما تمت مدة الإدارة؛ لأن مدة الإدارة لها توقيت كل فترة ثلاث سنوات، فأخذت ست سنين في إدارة المعهد العالي للقضاء، ثم عدت للتدريس في نفس المعهد العالي للقضاء، ثم نقلوني إلى دار الإفتاء عضوًا للجنة الدائمة، وعضوًا في هيئة كبار العلماء، ولا أزال على رأس العمل والحمد لله.

: عن كم تم تعينك ونقلكم إلى هيئة كبار العلماء؟

: في تقريبًا 1407ه.

: بالنسبة لدراستكم في الماجستير ما هو كان عنوان الرسالة؟

: الرسالة في الفرائض، عنوانها " التحقيقات في المباحث الفَرَضية" وهي رسالة مطبوعة.

: وبالنسبة للدكتوراة؟

: الدكتوراة أيضًا في نفس التخصص في الفقه سجلته في الأطعمة ما يحل منها وما يحرُم بالأدلة، والرسالة مطبوعة الآن.

: نعم بارك الله فيكم، رحلة علمية وعملية موفقة بإذن الله، ويجزيك الله تبارك وتعالى حسناتكم، بارك الله فيكم فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في ليالي رمضان وفي هذا اللقاء، هذا الشهر المبارك كيف كان يكون يمر عليكم أثناء دراستكم وأثناء طلبكم العلم، وكيف كانت أحوال الشباب آنذاك في رمضان؟

: كنا في أول الدراسة تنتهي الدراسة بداية شعبان، ويكون رمضان إجازة، هذا في أول الدراسة الابتدائية والمعهد وفي آخر سنين المعهد السنة الخامسة من المعهد أدخلوا رمضان في الدارسة، وكنا ندرس في شهر رمضان في السنة الخامسة من المعهد عام 1377ه، هذه أول سنة درسنا في رمضان.

: وكيف كان اليوم الدراسي في رمضان؟

: كان يبدأ اليوم الدراسي في رمضان بعد الفجر، وننتهي قبل الظهر، وكان وقت النشاط، وقت فراغ ونرتاح بعد الظهر إلى العصر فكان لا صعوبة في الدراسة؛ لأننا نبدأ مبكرين، وننتهي مبكرين، وليس فيه سهر وكان ذاك الوقت الدراسة مع الصيام متوائمة جدًا.

: كنتم (؟؟18:24) في شهر رمضان المبارك في الليالي أو في النهار؟

: بعد ما تخرجت وانهيت من مرحلة الدروس والمذاكرة، حينذاك أقبلت على حفظ القرآن ولله الحمد فحفظته في سنتين تقريبًا والحمد لله، وكنت في العطلة من يوم كنت في الطلب وأنا أستغل العطلة للمطالعة في الكتب المطولة والردود لتتسع العلوم فأجد في ذلك لذة ولله الحمد، وكنت أستغل وقت العطلة في المطالعة التي يسمونها المطالعة الحرة، وكان أكثر قراءتي في العقائد وفي الفقه.

: لو نقلتم لنا معالي الشيخ صالح صورة من صور المستمع آنذاك في شهر رمضان المبارك، كيف كانوا يستقبلون رمضان، كيف كانوا يعيشون أيامه، ويتبادلون التهاني بقدومه؟

: والله كما ذكرت لكم كان في ذلك الوقت ما انفتح على الناس بعد التجارة البائسة التي أشغلت أكثر الناس وصاروا يسيرون وراءها ليلًا ونهارًا، بل كانت التجارة معتدلة وكانوا قانعين فيما يحصلون عليه من الربح، ومن المال وليست هناك فضائيات، ولا قنوات، ولا انترنت، ولا ما يشغل الناس في ذلك الوقت، اللهم إلا الإذاعة عند بعضهم، ليس كلهم أيضًا يستعمل الإذاعة كانوا في فراغ في وقتهم وفي بالهم، وكانوا إذا أقبل رمضان يستقبلونه بالبشر والسرور وكانوا يقومون مع الإمام ويصلون التراويح والتهجد في آخر رمضان ويتركون من الصلاة شيئًا مع الناس.

إذا رأيتهم في التراويح أو في التهجد تظنهم في الفريضة في صلاة الفريضة، لا يتخلف أحد من جماعتهم وكانوا بالنهار يتلون القرآن، يصلون الفجر يقرأون القرآن إلى أن ترتفع الشمس والمساجد ملآ، ولها دوي من قراءة القرآن، ثم ينصرفون وينامون قليلًا يرتاحون، ويذهبون إلى أعمالهم، ويأتون وقت الظهر ويدخلون إلى المسجد  ويقرأون القرآن ثم ينامون بعد الظهر، ثم بعد العصر يقرأ القرآن من صلاة العصر إلى قبيل الغروب، هكذا كان دأبهم، المساجد دائمًا ملآ بالشباب وبالشيوخ وبالكبار، كانوا يملؤون المسجد، ولهم دوي بقراءة القرآن، وقد لا تجد لك مكانهم بينهم.

: نعم بارك الله فيكم عودًا على الحديث عن انتاجكم العلمي مؤلفاتكم بارك الله فيكم، لكم مؤلفات كثيرة، ولكن تذكيرًا لبعضها أو الأهم منها، وكذلكم نشاطكم الإعلامي حفظكم الله، وأهمية المشاركة الإعلامية المتمثلة في الإذاعة.

: المؤلفات: أنا ما كان لي هوًا للمؤلفات؛ لأني أرى أني دون ذلك، ولكن شاء الله -سبحانه وتعالى- أن تكونت أسباب للتأليف منها: أولًا: أني كُلفت لوضع ولتأليف كتب لمناهج الدراسة في المعاهد العلمية، في الفقه وفي التوحيد، ثم أيضًا صار لي برامج في الإذاعة فمثلًا شرحت كتاب "زاد المستقنع" في الإذاعة وعلى فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية على المجلدات الأولى المتعلقة بالعقيدة، وأيضًا قمت بإعداد برنامج في الإذاعة في الفقه عمومًا، يعني لا في كتاب مخصص اسمه "الفقه الإسلامي"، وكتبت فيه حتى انهيت وتكون من ذلك كتب فُرغت من الأشرطة مثل "الملخص الفقهي"، ومثل أضواء من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ومثل "شرح المستقنع" كلها طبعت ولله الحمد، ومنها شيء في الردود للرد على كتاب " الحلال والحرام" للشيخ القرضاوي،  "الإعلام في الرد على كتاب الحلال والحرام"، هذا ألفته تأليفًا وقرأته على سماحة الشيخ عبد الله بن حميد -رحمه الله- حتى استفدت من علمه وتأيده للكتاب، وبقية الكتب من هذا النمط، إنما قد تكون برنامجًا في الإذاعة أو منهجًا دراسيًا، أو ردًا على شبهات أو نحو ذلك، فلما كان لي دروس -ولله الحمد- في المسجد، وكانت تُسجل في أشرطة، ثم يقوم بعض الطلبة -جزاهم الله خيرًا- فيفرغونها ويكتبونها، فأطلع عليها وأقدمها ثم تطبع، هذا هو سبب ما يُسمى بالتأليف.

: بارك الله فيكم رحلة علمية وعلمية موفقة بإذن الله تعالى، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها الإسلام والمسلمين.

حقيقة نحن في ختام هذه الحلقة فلعلكم أن توجهون رسالة للشباب في المحافظة على الوقت خاصة في شهر رمضان المبارك وفي حياتهم كلها حفظكم الله، والتواصي بين الشباب والعلماء والاستفادة من صفاتهم وعلمهم.

الشباب في الحقيقة هم عدة الأمة بعد الله -سبحانه وتعالى- تعتمد عليهم الأمة لأنهم هم الذين يخلفون آباءهم، ويقومون بالواجب بعد ذلك؛ لأن هذه الدنيا أجيال يذهب جيل ويأتي جيل، والمسلمون ولله الحمد لا يزالون يخلف خلفهم عن سلفهم بالقيام بهذا الدين بتعلم العلم وتعليمه بالمحافظة عليه، بالجهاد في سبيل الله، بجميع نواحي أمور الدين والدنيا.

فالشباب هم العُدة التي تعتمد عليه الأمة بعد الله -سبحانه وتعالى-، فعليهم أن يعرفوا أنهم يهيؤون لمسؤولية تنتظرهم، فعليهم أن يطرحوا الكسل، وأن يطرحوا ضياع الوقت، وأن يستغلوا وقتهم في الاستعداد للمستقبل الذي ينتظرهم للقيام بالمسؤولية، عليهم أن يُقبلوا على التعلم، سواءً كان التعلم في المدارس في الدراسة النظامية، أو في التعلم على العلماء المعروفين والمشايخ، عليهم أن يحرصوا على التعلم للأصول ولا يتعلموا على الكتب أو على المطالعات ويتركون الدراسة النظامية والدراسة على العلماء ويعتمدون على أنفسهم أو يتعلمون على أمثالهم، أو يتلقفهم أشخاص يحملون أفكارًا سيئة، ويملؤونها بالأفكار الخبيثة بالتكفير وغير ذلك أو نقيض من ذلك في الإلحاد، وبغض الإسلام وكما هو معروف الآن من بعض الشباب، وأن يلزموا طريق الوسط، وطريق الاعتدال {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]

وليعلم الشباب شباب المسلمين أنهم مُستهدفون من الداخل والخارج من أجل إفساد أفكارهم، وتحميلهم أفكارًا سيئة ضد دينهم، وضد مجتمعهم، وضد ولاة أمورهم، عليهم أن يحذروا من هذا غاية الحرص.

: بارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين، بودنا أن يطول الحديث معكم معالي الشيخ، ولكن وقت البرنامج انتهى ولعل يجمعنا بكم لقاء قادم بإذن الله - تعالى-.

أيها الأخوة والأخوات، نشكر معالي الشيخ صالح الفوزان الفوزان، عضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في اللجنة الدائمة للإفتاء، شكرًا لكم معالي الشيخ، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ينفع بك.

: حياكم الله وبارك فيكم.

شارك