01 من 13/دروس من الحج المبرور/شهر معلومات/صالح الفوزان/الفقه/كبار العلماء

استمع على الموقع

إقرأ

دروس من الحج المبرور 

الدرس الأول: 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمدٍ وعلى اله وصحبه أجمعين، مرحباً بكم أيها الأخوة والأخوات في درس من دروس الحج المبرور، ضيفنا في هذا الدرس هو فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أهلاً ومرحباً بالشيخ صالح مع الأخوة والأخوات في إذاعة القرآن الكريم. حياكم الله وبارك ذوكم أيها الأخوة في إذاعة القرآن، فضيلة الشيخ صالح في الآية الكريمة وفي هذا الدرس نود أن تلقوا الضوء على الآية الكريمة في قوله تبارك وتعالى ) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ( في ضوء هذه الآية ماذا نستفيد؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين. قوله تعالى ) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ( أي الإحرام بالحج يكون في أشهر معلومات وهي شهر شوال، وشهر ذو القعدة، وعشرة أيام من ذي الحجة. فمن أحرم في أي وقت من هذه الأشهر انعقد إحرامه بالحج، وأما من أحرم قبلها فلا ينعقد إحرامه، ومن عقد بعد الليلة العاشرة من ذي الحجة يعني طلع الفجر ولم يحرم ثم أحرم بعد ذلك فإنه لا ينعقد إحرامه لفوات أشهر الحج. قال )فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ (  فرض يعني أحرم، لأن الإنسان إذا أحرم وجب عليه أن يكمل المناسك التي أحرم بها لقوله تعالى ) وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ ( فمن أحرم لزمه أن يمضي في إحرامه حتى يكمله بأداء مناسكه. ثم قال ) فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ( أي المحرم يتجنب هذه الأشياء وهي الرفث وهو الجماع ودواعيه، ولا فسوق وهو المعاصي سائر المعاصي لأنه في عباده فلا يدخل عليها شيئاً من المعاصي، ولا جدال في الحج، وسميت المعاصي فسوقاً لأن الفسوق معناه الخروج، وهو خروج عن طاعة الله عز وجل، ولا جدال في الحج. فمراد الجدال الخصومات والممارات بين الناس فيما لا طائل تحته، لأن الجدال يثير الأحقاد ويثير الحساسية والحزازة في الأنفس، فالمحرم لا يليق به ذلك ويتجنب الجدال في الحج فيما لا طائلة تحته أو في ما هو من أمور الدنيا، أما الجدال لبيان الحق ودحر الباطل فهذا جدال مطلوب في الحج وفي غيره لقوله تعالى: ) وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( وقوله تعالى : ) وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ( ولا يؤثر ذلك على إحرامه بل هذا فيه أجر وفيه فضل عظيم لأنه بيان للحق أو دفاع عن الحق. أحسن الله إليكم وبارك فيكم. فضيلة الشيخ الحاج وهو إذا اتجه إلى الأماكن المقدسة ما الواجب الحق في حقه مأجورين؟ الواجب في حقه أن يترك ما لا فائدة به، لأنه متوجه إلى أمكنة ومشاعر معظمة، وايضاً متوجه إلى عبادةٍ عظيمة وهي الحج فيستقبلها بالطاعة، والخير ويتجنب ما يضيع عليه وقته أو يؤثمه من حين يمشي من أهله، فهو متوجهٌ إلى عبادة وإلى أماكن فاضلة فيستشعر طاعة الله سبحانه وتعالى ويلازمها في أثناء سفره ويتجنب ما يؤثمه، أو ما يشغله عن ما هو متوجه إليه فالمسافر للحج مسافرٌ لأداء عبادة متوجه إلى طاعة، فيحسن في طريقه ويتجنب ما لا يليق من الأقوال والأفعال، ويكون ذا صحبةٍ طيبةٍ مع اخوانه الحجاج، فهذا من آداب الحج فلا يدخل في أمور تتنافى أو لا تليق بما هو متوجه إليه، وهذه هي الآداب التي يتحلى بها من سافر للحج يكون سفره سفر طاعة سفر عبادة ويحسن إلى رفقائه وإلى من يلتقي به من المسلمين لأن هذا من مكملات الحج ومن استقبالات الحج التي هو متوجه إليه. شكر الله لكم الشيخ صالح وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الأمة الإسلامية، في الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت عبدالله المقاش الذي سجل هذا اللقاء. 

 

 

 

شارك